أكدت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك" أن الاهتمام بالتقنيات الحديثة الخاصة باستخلاص النفط من الحقول النفطية يمكن أن يزيد من احتياطي الدول العربية من النفط الخام. وقالت أوابك في افتتاحية نشرتها الشهرية أن أمانتها العامة تسعى دوما الى تسليط الضوء على اي تقنية حديثة يمكن ان تساهم في رفع معامل الاستخلاص من الحقول. وأضافت النشرة التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية أن الخبراء يقدرون ان رفع معامل الاستخلاص في الدول العربية المنتجة للبترول ب10 % يعني رفع الاحتياطيات الموجودة حاليا بما لا يقل عن 273 مليار برميل من النفط وهذا ما يعادل حاجة السوق العالمية لفترة 10 سنوات على الأقل بمعدل الاستهلاك الحالي. وأشارت إلى أن الطرق التي تهدف إلى رفع معامل الاستخلاص من الحقول النفطية إلى اكبر قدر ممكن تتزايد يوما بعد يوم خاصة مع وصول عدد كبير من الحقول المعروفة إلى حالة النضوج الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول مناسبة لرفع مردود الإنتاج سواء من هذه الحقول أو من بقية الحقول المعروفة. وأوضحت ان الإضافات الرئيسية إلى الاحتياطيات الهيدروكربونية المعروفة تأتي من مصدرين رئيسيين هما الاكتشافات الجديدة ورفع معامل الاستخلاص من الحقول العاملة. وعرفت معامل الاستخلاص بانه كمية النفط التي يمكن إنتاجها من مكمن ما مقسومة على كامل الاحتياطي الموجود في المكمن "والمعروف باسم الاحتياطي في المكان او الاحتياطي الجيولوجي", مؤكدة انه يستحيل عمليا الوصول بهذا المعامل الى قيمة 100 %. وأفادت بانه من المتفق عليه في مجال الصناعة النفطية ان الطرق الأولية تسمح وسطيا بإنتاج ما لا يزيد عن 25 % من مجمل الاحتياطي الجيولوجي في مكمن ما وذلك تبعا لمواصفات المكمن والسوائل التي يحتويها. وقالت أنه "هنا ياتي دور التقنيات الحديثة التي ساهمت وتساهم في رفع معامل الاستخلاص فقد أثبتت طرق الاستخلاص البترولي المحسن "الاستخلاص الثانوي والثالثي بما في ذلك التقنيات الحديثة" أنها يمكن أن تساهم في رفع معامل الاستخلاص بمقدار يصل إلى 30 % من الاحتياطي الجيولوجي زيادة عما يتم إنتاجه بالطرق الأولية ". وأضافت ان الإحصائيات العالمية تشير الى تقدم طرق الإنتاج الثانوي 20 % من الزيادة في معامل الاستخلاص ومن أهم هذه الطرق حقن الماء وإعادة تدوير الغاز والحفر البيني والحفر الأفقي ونمذجة المكامن وغيرها من الطرق. وتساهم تقنيات الإنتاج الثالثي "الإنتاج البترولي المعزز" حاليا في 10 % من زيادة معامل الاستخلاص على الصعيد العالمي ومن هذه التقنيات حقن الغازات "القابلة وغير القابلة للامتزاج" والطرق الحرارية والطرق الكيميائية والطرق الميكروبية. وأوضحت ان من أهم الأمثلة المعروفة عن دور تقنيات الإنتاج البترولي المدعم ما شهده حقل انتصار في ليبيا والذي قدر الاحتياطي الجيولوجي فيه عند اكتشافه بحوالي 1.7 مليار برميل من النفط وقدر معامل الاستخلاص بحدود 7 % ومع استخدام طريقة حقن الغاز القابل للامتزاج في أعلى المكمن انتج الحقل حتى اليوم أكثر من 2 مليار برميل من النفط. وساهم حقن الغاز في حقل حاسي مسعود في الجزائر في رفع معامل الاستخلاص من 22 % إلى حوالي 50 %.