في الوقت الذي تنتظر فيه الأوساط المصرفية تقرير مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي البنك المركزي حول أوضاع البنوك يوم الخميس المقبل ، توقع تقرير اقتصادي أن حوالي 10 من البنوك الأمريكية الكبرى سوف تحتاج إلى زيادة رأسمالها في ظل الضغط الحكومي لقياس مدى الكفاءة المالية لهذه البنوك، خاصة بعد أن وصل عدد عمليات الإفلاس بين البنوك الأمريكية 30 حالة هذا العام، فيما حصلت 25 عملية إفلاس خلال 2008 وثلاث فقط في 2007. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قريبة من المناقشات القول إن بنوك "سيتي جروب" و"بنك أوف أمريكا" و"ويلز فارجو" من بين 19 بنكا تجري إدارة أوباما مراجعة لأوضاعها المالية وقد تحتاج إلى زيادة رأسمالها لحماية نفسها من الأزمة المالية الحالية. وفي حين تترقب أسواق المال قرار مجلس الاحتياط الاتحادي حول أوضاع البنوك والذي طال انتظاره بعد انتهاء تعاملات أسواق المال قدم فيه بن برنانكي رئيس مجلس "الاحتياط الفيدرالي" شهادة أمام الكونجرس أمس بشأن الآفاق الاقتصادية للولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يكشف عن جزء من نتائج مراجعة أوضاع البنوك التي استمرت نحو شهرين كانت البنوك قد تلقت نتائج عمليات المراجعة الحكومية في 24 ابريل الماضي ومنحت فرصة لكي تقدم ردها على هذه النتائج. ومن جانبها ذكرت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الاقتصادية الأسبوع الماضي أن "سيتي جروب" و"بنك أوف أمريكا" تقدما باعتراض على نتائج المراجعة . وهناك مخاوف بين البنوك والسلطات الأمريكية من تداعيات إصدار التقرير الحكومي بشأن الأوضاع المالية للبنوك خاصة بعد إعلان الوكالة الفيدرالية الأمريكية لضمان الودائع المصرفية الجمعة الماضية، عن أكبر عملية إفلاس لمصرف هذه السنة، هو "سيلفرتون" بنك في جورجيا (جنوب شرق الولاياتالمتحدة) الذي يشرف على أصول تبلغ 4.1 مليار دولار. وبذلك يرتفع عدد عمليات الإفلاس في البلاد إلى 30 هذه السنة، فيما حصلت 25 عملية إفلاس على امتداد 2008 وثلاث فقط في 2007. يذكر أن تساقط البنوك الأمريكية جاء بفعل توسعها في القروض العقارية عالية المخاطر التي امتدت تأثيراتها إلى أسواق المال العالمية ثم إلى الاقتصاد العالمي بأكمله، وكانت الشرارة الأولى في انهيار بنك ليمان براذرز الذي أفلس في منتصف سبتمبر 2008, ليسقط بعده عدد من المصارف المتوسطة والصغيرة في الولاياتالمتحدة.