قال المبعوث الروسي بالشرق الأوسط، ميخائيل بوجدانوف، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر إعادة إعمار غزة رسالة قوية إلى العالم واسرائيل من أجل إنهاء القضية الفلسطينية. وأضاف المبعوث الروسي بالشرق الأوسط، خلال حواره للحياة اليوم مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، أن الجهود المصرية نجحت في إيقاف إطلاق النار في غزة.. مشيرا إلى التهدئة التي توصلت إليها مصر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال إننا لأول مرة كنا نشاهد العنف بهذا الشكل في غزة من قبل القوات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وتابع: "كنت أيضا الممثل الروسي في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد بشرم الشيخ في 2008" مؤكدا أن ذلك تكرار لنفس السيناريو من تدمير لغزة. وقال إن ما يحدث الآن من محاولة إعمار غزة وإعادة بنائها مما لحق بها من دمار حل مؤقت للقضية الفلسطينية والمطلوب تحقيق حل شامل يقر الإرادة الفلسطينية وإقامة دولة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وفقا لحدود 1967. وأوضح أن اللجنة الرباعية عليها مساعدة فلسطين لاعتراف المجتمع الدولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وتنفيذ صلح ومعاهدة سلام على أساس التعايش السلمي بين الدولتين مؤكدا أن ذلك ضمن سياسة روسيا بالشرق الأوسط. وأكد أن الولاياتالمتحدة قامت بدور كبير في إلغاء اجتماعات للجنة الرباعية. وقال إن روسيا تقدر الجهود المصرية والسياسية لتوحيد الصف الداخلي بين المنظمات الفلسطينية. وأضاف أن الوحدة بين الضفة وقطاع غزة ضروري مؤكدا ارتياحه للمصالحة الفلسطينية وتوحيد الحكومة بما يعود عليها بتوحيدها جغرافيا أيضا. وقال إن روسيا تنصح فلسطين دائما بتوحيد صفوفهم، مضيفا "نؤيد تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الدكتور رامي حمدالله". وقال إن حماس وفتاح سعيا لحكومة الوفاق الوطني انتظارا للمساعدات الدولية وهو موقف منطقي مشيرا إلى أن جميع الأطراف الدولية كانت ترغب في عقد اجتماعات لكن أمريكا لعبت دور احتكاري كطرف وسيط في المفاوضات وخاصة في اللجنة الرباعية. وقال إن جون كيري أبلغ وزير خارجية روسيا أثناء المفاوضات انتظروا أخبارا سارة في القضية الفلسطينية ومر عام ولم يحدث شئ. وأكد أنه لابد من التفاوض مع الطرف الاسرائيلي لإدخال المعدات المطلوبة إلى قطاع غزة لإعادة البناء والإعمار، حيث من الصعب موافقة اسرائيل على السماح لإدخال تلك المعدات. وقال إن روسيا على اتصال مستمر مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، مضيفا "روسيا مستعدة لتقديم كافة المساعدات الإنسانية وتدريب الكوادر المدنية والشرطة الفلسطينية". وحول دور مصر، قال بوجدانوف إن الموقف في القاهرة كان متزن ومدروس حتى تم التوصل إلى وقف إطلاق النار وإعادة البناء خاصة مع تزايد عدد الضحايا من الأطفال والنساء. وقال إنه للأسف ليس جميع الأطراف المعنية كانت تستمع إلى صوت القاهرة ولهذا استمرت المشكلة ولو كانت تلبي دعواتها ونداءاتها للجلوس والتوصل إلى مفاهيم بين الأطراف المعنية لما كنا رأينا هذا العدد من الضحايا. وأكد أن حماس واسرائيل حاولوا عرقلة الدور المصري في المفاوضات، إضافة إلى بعض الاطراف الخليجية أيضا الذين حاولوا عرقلة الدور المصري في إنهاء الحرب على غزة. وقال إن التطورات في الشرق الأوسط والمنطقة العربية أدت إلى انشغال المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية. وحول تنظيم داعش، قال المبعوث الروسي، إنها ظاهرة خطيرة جدا وكنا نحاول تحذير الكثير من الأطراف بخطورة ذلك التنظيم منذ زمن بعيد مثلما حدث في أفغانستان، لكن دول غربية ساعدت تلك التنظيمات بهدف إسقاط عدد من الأنظمة لكنهم وجدوا نماذج إرهابية قامت بما حدث في 11 سبتمبر وداعش يعد تكرار لما حدث في السابق مؤكدا أن داعش جاء من قبل مرتزقة. وأوضح أن روسيا أكدت على أنه لابد من البحث عن إجابة لهذا السؤال وبعض الاطراف الدولية ساعدت في دخولهم إلى سورياوالعراق، نافيا دعم النظام السوري لداعش، قائلا لو سقطت دمشق في ايديهم سيسقط النظام كله وقال إننا يجب أن نتذكر بعض النقاط الخاصة بسوريا والشرق الأوسط، منها اثناء اجتماع ثلاثي تمهيدا لمؤتمر جنيف، وقال إنه تم تأجيل تضمين جبهة النصرة في المنظمات الإرهابية منذ 3 سنوات مشيرا إلى أن روسيا كانت ترحب بهذا القرار. وأضاف أن النظام السوري في ذلك الوقت قال إنه يحارب الإرهاب من بينها جبهة النصرة، لكنه تم رفض ذلك الأمر. وتابع سألنا أمريكا عمن يساند النظام السوري في حربه ضد جبهة النصرة التي وضعتموها على قائمة الارهاب، وقال إنه كان هناك قمة بأمريكا الشمالية اقترح بها وزير خارجية بريطانيا مساعدة النظام السوري والمعارضة في محاربة الارهاب بقمة مجموعة الثمانية الكبرى. وقال إن أمريكا لم تقترح سبل وطرق حقيقية لتنفيذ توحيد النظام السوري والمعارضة لمحاربة الارهاب، مشيرا إلى أنه كانت هناك علاقات جيدة وبناءة ولكن لم تكن أمريكا لها إيجابا شاملا وواضحا فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتعامل مع النظام السوري في دمشق. وتابع إن الوفد الرسمي السوري اقترح على وفد المعارضة في مؤتمر جنيف التنسيق لمكافحة الارهاب ولكنهم رفضوا. وقال إن القرار اتخذ في البيان الرسمي بالاتفاق بين الدول الثمانية لكنه لم ينفذ بين الدول. وقال إنه عقب مفاوضات جنيف الأولى بدأت المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة الذي كان يشكل الائتلاف الوطني في ذلك الوقت حيث لم يكن ممثلا لكل المعارضة بكاملها منذ عام. وقال لابد من الجهود الجماعية بين الحكومة والمعارضة السورية لمواجهة داعش والنصرة. وتابع إنه يجب البدء في الحديث للاتفاق حول مكافحة الارهاب، موضحا أن وفد المعارضة السورية أثناء مفاوضات جنيف منذ عام رفض محاربة الإرهاب ومن هنا ترى روسيا ضرورة المجابهة الفعالة وتوحيد الجهود الجماعية المشتركة والتوافق بين جميع الأطراف المعنية متمثلة في الحكومة والمعارضة السورية. موضحا أنه يجب أن تكون هناك سيادة للدولة حتى مع وجود انشقاقات بينها والمعارضة وضرورة حكومة ممثلة. وقال إنه في المؤسسات الدولية هناك أطر للتعامل مع مكافحة الارهاب وفقا لميثاق الأممالمتحدة ومجلس الأمن والذي يشمل استخدام القوة من عمليات عسكرية حيث يجب أن يتم بموافقة مجلس الأمن ولكن ما حدث الآن من ضرب لسوريا لم يتم خلاله الرجوع إلى المجلس. وقال إن روسيا قامت بالاتصال بأمريكا لأكثر من مرة لتوضيح موقفها من حيث رفضها تلك الضربات العسكرية دون الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي. وقال إن أمريكا أكدت أن الضربات العسكرية استهدفت داعش في سوريا دون المساس بالمنشآت والمؤسسات الحكومية، وقال إنه من الطبيعي أن تكون الحرب ضد داعش والإرهاب لمدة طويلة. وأكد أن مبادرة أمريكا بالتحالف ضد داعش أحادية الجانب دون الرجوع إلى مجلس الأمن. وقال إن روسيا تشارك في محاربة الإرهاب منذ أوائل التسعينيات. وأكد أن روسيا تتفهم موقف مصر في مكافحة الارهاب لخبرتها في مواجهة المنظمات الارهابية منذ 20 عاما، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون مكافحة الارهاب بشكل كامل ووقف التمويل والتسليح وإرسال المرتزقة إلى سورياوالعراق وليبيا. وقال إننا نواجه الآن أممية إرهابية حيث يوجد ترابط وتكامل بين المنظمات الارهابية في الدول المختلفة مشيرا إلى المؤتمر الخاص بمكافحة داعش الذي عقد في فرنسا أوضحت روسيا أن التنظيم يمتد من العراق إلى سوريا وغيرها من الدول بحيث يتجاوز حدود الدول للوصول إلى المجابهة الدينية بين الطوائف الممتدة. وأكد أن هناك تخوف من روسيا من تنامي المنظمات الإرهابية في شمال القوقاز و20% من سكان روسيا وقال إنه هناك ألف مواطن روسي انضموا لداعش بالدعم المادي أو توافق الرؤى وأغلبيتهم من الشيشان. ومن جانب آخر قال إن الوضع في ليبيا خطير للغاية على وشك الانقسام حيث هناك مناطق تسيطر عليها ميلشيات إرهابية يستولون على مخزون السلاح والوقود وهناك ازدواجية في السلطة والبلاد على وشك الانقسام. وأضاف أن هناك مقاتلين من بلاد مختلفة استولوا على مخازن الأسلحة الثقيلة في ليبيا ويقال أن لديهم أسلحة كيمائية، مؤكدا أن روسيا كانت ضد تغيير النظام الليبي بهذا الشكل. وإنما يجب أن يتم عن طريق حوار وطني شامل بين جميع الأطراف السياسية وأضاف أن الضربات الغير مدروسة التي لم تم توجيهها لنظام القذافي السبب في الأوضاع الحالية. ومن جانب التعاون العسكري بين مصر ورسيا أكد أن هناك تعاون بين مصر وروسيا في مجال مواجهة الارهاب. وقال إن روسيا اعتبرت الاخوان جماعة ارهابية بسبب مشاركاتها في الحرب الشيشانية، وإن روسيا سجلت جماعة الإخوان في قائمة المنظمات الإرهابية منذ زمن طويل. وأكد أنه لا يوجد روس في صفوف قيادات التنظيم الدولي للإخوان. ومن جانب آخر، قال إننا ندرك أن مصر تمر بصعوبات اقتصادية واجتماعية وترى أن القيادية الجديدة ستنجح في تتحقيق الاستقرار السياسي وتنشيط الاقتصاد. وتابع نتمنى لأصدقائنا في مصر تجاوز كل المشاكل التي حدثت منذ زمن بعيد. وأكد أن الرئيس السيسي يتمتع بشعبية ساحقة مما يساهم في عودة الاستقرار لمصر. وقال إن روسيا ترى أن تمثيل أفريقيا غير كافي في مجلس الامن وسندعم مصر لعضوية المجلس في حال التوافق الأفريقي حوله.ا وأكد أن هناك علاقة تاريخية بين مصر وروسيا ولا تنافس أطراف خارجية في ذلك وهدفنا التعاون الاقتصادي والعسكري في القاهرة. وقال إن بوتين سيزور مصر بداية العام المقبل.