موقع "أم قيس" الأثري تعرض لترميم خاطئ وتمدد عمراني المدينة بها أكبر نفق مائي في العالم..ومسارح مميزة عرض الأردني الدكتور زياد سعد منسق مشروع Archeomed في جامعة اليرموك، لسبل التعامل مع المواقع الأثرية المهمشة في الدول العربية، ودول البحر المتوسط. ولفت في كلمته بالمؤتمر الدولى الأول "مصر ودول البحر المتوسط عبر العصور " والذى تنظمه كلية الآثار بجامعة القاهرة اليوم الأربعاء، أنه تم إنشاء مشروع "آركيوميد" الذي يركز على تطوير سياسة إقليمية متكاملة بالاعتماد على مفهوم "المنطقة الثقافية لحوض البحر المتوسط" بهدف تثمين المصادر الثقافية لتراث حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال إنشاء شبكة تفاعلية للإدارة المتكاملة للمواقع الأثرية والفنية المهمشة، ووضع اللمسات الأخيرة لإعادة إحياء الموروث الفني والتراث الثقافي في مناطق الدول المشاركة في المشروع, لا سيما أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط تشترك بميراث متميز يتكون من مصادر أثرية ومعمارية متشابهة. وأوضح الدكتور زياد سعد مدير المشروع في الأردن، أن الأردن معروفة بال"بتراء"، في حين ان هناك مواقع أثرية أخرى تفوق في أهميتها الأثرية "البتراء". ولفت سعد إلى أن مشاكل المواقع الأثرية تتشابه في كل دول المتوسط، فهي تتعرض للإهمال، والتمدد العمراني الذي يصيبها بالضرر، بجانب افتقادها لتشريعات تحميها، وكوادر مؤهلة لإدارة وصيانة هذه المواقع الأثرية. وتحدث زياد عن قرية"أم قيس" الأردنية وكن اسمها سابقاً "جدارا"، وهو موقع متميز يشرف على نهر ايرموك بالأرد، وبحيرة طبرية، وهي مدينة أثرية تتميز بتعاقب الحضارات. وقال فيها الشاعر ميليا غروس الجداري "أيها المار من هنا ... كما أنت الآن كنت أنا وكما أنا الآن ستكون أنت. وأوضح المتحدث أن "أم قيس" تجمع على ترابها العتيق بين سحر المكان وعبق التاريخ اللذين يتعانقان على ربوة تنقل الزائر من عالم الواقع إلى دنيا الخيال، حيث الآثار الجميلة التي تروي تاريخا كان استثنائيا في حياة البشرية، وتحكي قصة هذه المنقطة التي تعاقبت عليها الحضارات؛ الرومانية واليونانية والفرعونية في فترات زمنية متتالية. هذه الربوة التي تحتضن أم قيس "جدارا" سابقا، التي تعد واحدة من ألمع المدن الإغريقية الرومانية العشر القديمة، تقع في شمال الأردن، ويقع في ام قيس متحف موجود في بيت الروسان على مقربة من مدينة اربد، وكان يستعمل في الأصل كمنزل للحاكم العثماني، ويعرض هذا المتحف قطعا أثرية من تماثيل وفسيفساء وعملات معدنية، وهو من الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها. وما تزال أم قيس تتألق بجاذبيتها، فهناك قسم كبير من المسرح الروماني الغربي ما يزال قائماً حتى اليوم رغم الاضطرابات التي حدثت في المدينة على مدى التاريخ، وهنالك ايضا الممرات المقنطرة المبنية من حجر البازلت القاسي وصفوف المقاعد تقف كشواهد على استمرار الماضي في الحاضر. كذلك يوضح زياد أن "أم قيس" تم ذكرها في الإنجيل، وقيل أن المسيح عيه السلام زارها، وتتميز بمنظرها الساحر وقت غروب الشمس، كذلك أطلق عليها "مدينة الفلاسفة والثقافة"، والقيمة الأثرية للمكان تتجلى في وجود مسارح والسوق التجاري، والنافورة الرئيسية الموجودة هناك، كذلك بها أطول نفق مائي في العالم طوله 94 كم، كذلك انظمة الصوت بها متقدمة، وطرازها المعماري والهندسي فريد من نوعه. وعلى الرغم من كل هذا التاريخ والآثار – يواصل سعد – إلا أن الموقع مهمل وتعرض لترميم خاطئ باستخدام الكتل الأسمنتية، كذلك لا يوجد دليل يساعد الزوار على تفقد المدينة، وقد عُرض أن يشتريه مستثمر أردني إلا أن المجتمع المحلي رفض هذا، وبالتالي لم يحدث شيئاً، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بالموقع وإعادة ترميمه بشكل يتناسب مع تاريخيته.