فيينا: أعلن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ووزير النفط والمناجم الجزائري، شكيب خليل أن المنظمة ستبحث في اللقاء غير الرسمي في القاهرة في 29 الجاري، والمؤتمر غير العادي في مدينة وهرانالجزائرية في السابع عشر من الشهر القادم التدابير اللازمة لوقف المزيد من تدهور الأسعار. وأوضح خليل في حديث مع وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء، "بالطبع، سيجري الوزراء (خلال اللقاءين) سلسلة مشاورات تتركز حول تقييم التطورات الراهنة، وفي طليعتها انعكاسات وآثار الأزمة المالية العالمية، ومراجعة أوضاع السوق النفطية العالمية، ودراسة الأسباب الكامنة وراء استمرار التراجع الحاد بأسعار النفط، نتيجة تراجع الطلب العالمي عليه، وخصوصاً من الصين والهند، بالإضافة إلى التمهيد لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل وقف المزيد من تدهور الأسعار، ومن بينها اللجوء إلى المزيد من تخفيض الإنتاج". لكن خليل رفض الكشف عن حجم التخفيض المتوقع في إنتاج "أوبك"، ورأى أنه من السابق لأوانه تحديد الرقم. وأشار إلى أنه "لو انعقد المؤتمر الوزاري للأوبك الآن، حيث وصلت أسعار سلة خامات المنظمة أمس إلى سقف ال 44 دولاراً للبرميل الواحد، بعد أن سجلت في السابع من شهر يوليو الماضي رقماً قياسياً هو 136 دولاراً للبرميل الواحد، أي بانخفاض قيمته 92 دولاراً، لبادرنا إلى تخفيض الإنتاج بمعدل لا يقل عن 1.5 مليون برميل في اليوم، مع الأخذ في الاعتبار وجود كميات كبيرة من النفط في السوق والتراجع الحاد في الطلب العالمي". ووصف رئيس منظمة الدول المصدرة للبترول العلاقة بين المنظمة وبين كل من المنتدى الدولي للطاقة والمنتدى الدولي للغاز ب"الطبيعية" و"تقوم على أساس التعاون والتنسيق والحوار الدائم والمفتوح، ولما فيه مصلحة الدول المنتجة والمستهلكة، وبما يضمن استقرار السوق وتوازن الأسعار، وبما يدعم نمو الاقتصاد العالمي". ونفى خليل نفياً قاطعاً أن تؤدي مشاركة أوبك في أعمال المنتدى الوزاري الأول للطاقة والغاز الذي أنهى أعماله الليلة الماضية في فيينا إلى تهميش الدور البارز للمنظمة أو ممارسة الضغوط عليها أو عرقلة أو اجهاض الجهود المبذولة من أجل إنشاء منظمة للدول المصدرة للغاز، على غرار منظمة أوبك. وشدد خليل في حديثه على أن "مشاركة اوبك في منتدى فيينا الوزاري جاءت على خلفية العديد من المبادئ والأهداف المشتركة التي تجمعنا، والتي تسعي المنظمات الثلاث إلى تحقيقها، وفي طليعتها استقرار سوق النفط والغاز وتوازن الأسعار بشكل معقول ومقبول من جميع الدول المنتجة والمستهلكة، وذلك من خلال اعتماد تجربة أوبك منذ تأسيسها في العام 1960، والتي تقوم على المواءمة بين العرض والطلب وبما يخدم المصالح المشتركة ونمو الاقتصاد العالمي". وشدّد رئيس منظمة الدول المصدرة للبترول على أهمية دور الاستثمار الآمن في مختلف قطاعات صناعة النفط والغاز والطاقة، وأوضح أن "الدول الأعضاء مجتمعة في منظمة أوبك رصدت حوالي 700 مليار دولار لدعم الاستثمار وتطوير حقول النفط والغاز من أجل ضمان الإمدادات اللازمة وتأمين احتياجات الدول المستهلكة خلال فترة العقود الثلاثة المقبلة". وأشاد وزير النفط والمناجم الجزائري بأهمية العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا، بوصفها "علاقة صداقة وتعاون تقوم على أساس دعم المصالح المشتركة"، وأشار إلى أن إيطاليا تعتبر من أكبر الأسواق الاوروبية، حيث تقوم الجزائر بتصدير كميات هائلة من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا بمعدل يصل إلى ثلاثة بلايين متر مكعب سنوياً عبر أنبوب خاص يمر عبر جزيرة تقع في البحر الأبيض المتوسط. وجدير بالذكر ان الدول التي تسعى لتشكيل منظمة لتصدير الغاز (على غرار أوبك) هي روسيا وإيران وقطر والجزائر وفنزويلا، مع إبقاء الباب مفتوح لبقية الدول الأعضاء