بعد عقد حكومة الوفاق الفلسطينية أول اجتماعاتها الخميس الماضي، بمنزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى غزة؛ بدأ الحديث عن مرحلة جديدة من العلاقات بين حركتي فتح وحماس، مع توقعات بتفاهمات يأتي في أولها إعادة اعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير. وبحثت الأطراف الفلسطينية على مدى الأيام السابقة عدداً من القضايا الشائكة في إدارة قطاع غزة، يأتي منها إدارة المعابر والأجهزة الأمنية ومؤتمر إعمار غزة غدا بالقاهرة. واعتبر محللون سياسيون فلسطينيون في حديث ل"محيط" أن اجتماع حكومة الوفاق في غزة يؤكد أن غزة أصبحت تحت الولاية الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأن هذا الاجتماع يسعى إلى تذليل العقبات التي قد تحول دون تمويل الإعمار من جانب الأطراف العربية والإقليمية والدولية والتي تمانع سيطرة حماس على القطاع بمفردها. وقال أكرم عطا الله، المحلل السياسي الفلسطيني ل"محيط" إن دلالات عقد الحكومة في اجتماعها في غزة يؤكد أن غزة أصبحت تحت الولاية الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأنها هي المسئولة عن العلاقات الدولية وكل ما يتعلق في قطاع غزة بالنسبة للخارج، مضيفاً أن هذا الاجتماع له علاقة مباشرة بمؤتمر المانحين، بل أرى أن مؤتمر المانحين هو السبب في اجتماع الحكومة في غزة حتى تذلل السلطة آخر عقبة قد تحول دون تمويل الإعمار ونزع ذريعة أي من المانحين من أن يقول أن السلطة لم تعد بعد إلى غزة وأن الحكومة لم تمارس صلاحياتها حتى اللحظة. وفيما يتعلق بسبب عقد الحكومة اجتماعها بمنزل أبومازن قال عطا الله "ليس هناك مكان آخر يمكن أن تجتمع فيه الحكومة سوى الفنادق، فقد دمرت كل المؤسسات الحكومية في الحروب الثلاث التي مرت على قطاع غزة، بما فيها مجلس الوزراء التي تركته السلطة وحتى مجلس الوزراء الذي كانت تعمل به حكومة إسماعيل هنية، وليس من اللائق وسط كل هذا الدمار في قطاع غزة أن يكون الاجتماع في فنادق فاخرة أمام عدسات التصوير بينما الناس في الشوارع، فالأفضل هو منزل الرئيس أبو مازن". وحول مستقبل الحكومة الجديدة ذكر عطا الله أن هذا يتعلق بحجم التنازلات السياسية التي ستقدمها حركة حماس وحجم تراجعها عن السيطرة في قطاع غزة، فلا يكفي أن تذهب حكومة السيد هنية لتأتي حكومة السيد حمد الله، فإن بنية الأجهزة الأمنية والسياسات على الأرض والأجنحة المسلحة هي بنية متعارضة تماما مع عمل الحكومة، وبالتالي فإن مستقبلها مرتبط بحجم التنازلات والتراجعات التي ستقدمها حماس حتى تحكم حكومة السيد حمدالله على الأرض. وفيما يتعلق بمدي الدعم الدولي والعربي لها قال "هذه الحكومة بتقديري أنها أكثر الحكومات المدعومة من قبل المحيط الإقليمي والدول العربية والمجتمع الدولي. فيما ذكر الدكتور هاني البسوس مدرس العلوم السياسية فى الجامعة الإسلامية بغزة في تصريح ل"محيط" أن إجتماع الحكومة في منزل أبو مازن للتأكيد على مكانة وسلطة مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، والتأكيد أن قيادة السلطة الفلسطينية مازالت بيد أبو مازن. وأضاف أن هذه الحكومة مؤقتة تنتهي بعد شهرين حسب اتفاق المصالحة، ولكن ممكن تمديد العمل بها إلى حين إنعقاد الإنتخابات الفلسطينية العامة، مضيفا أن هذه الحكومة تتمتع بحاضنة شعبية ودعم فصائلي فلسطيني ومقبولة دوليا وهي من سيتسلم الدعم من الدول المانحة لإعمار غزة، وبدونها لن يكون هناك دعم لقطاع غزة.