في ذكرى نصر أكتوبر.. قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن يوم الأحد شهد كشف الستار عن التحقيقات مع قائد المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، التي أجرتها لجنة "أجرانات" التابعة للحكومة الإسرائيلية للتحقيق في أسباب هزيمة القوات الإسرائيلية في حرب السادس من أكتوبر 1973. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني أمس الأحد، إن التحقيقات مع الميجور جنرال "شموئيل جونين" قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، كشفت إن الجيش الإسرائيلي تعرض لأكبر مفاجأة عندما شنت القوات المسلحة المصرية والسورية هجومها عليه في يوم الغفران واجتاحت قواته لتلحق بهم هزيمة ساحقة. وأوضحت الصحيفة إنه رغم وجود الكثير من الآراء التي تقول بأن الجيش الإسرائيلي فوجئ بشكل كبير بوقوع الحرب، إلا أن هناك نظرية تفيد بأن القيادة المصرية لم تخف قرار شن الحرب عن إسرائيل فقط بل أخفته عن معظم ضباط الجيش المصري ذاته، حيث إن 93% من الضباط المصريين لم يعلموا بالقرار إلا قبل بدء الحرب بيومين فقط. وتابعت الصحيفة، إن ما يعزز أيضًا من تلك النظرية هو أنه عندما حققت السلطات الإسرائيلية مع 281 ضابط مصري تم أسرهم وجدت أن 18 ضابط فقط هم من كانو يعلمون بأن القيادة المصرية كانت تخطط لشن هجوم بعد يوم 4 أكتوبر، وأفاد 7 آخرون بأنهم كانو يعلمون بشن الحرب في اليوم الخامس من نفس الشهر. وكشف أيضًا محضر التحقيق مع "شموئيل جونين" إن أربعة من أكبر رجال المخابرات الإسرائيلية طالبوا بسرعة اتخاذ استعدادات للحرب، إلا أن طلبهم قوبل بالتجاهل من قِبل رئاسة المخابرات وقيادة الجيش الإسرائيلي، وبناءً على ذلك حمّلت لجنة التحقيق رئيس الأركان "ديفيد أليعازر" مسؤولية عدم جاهزية القوات الإسرائيلية للحرب وطالبت بعزله من منصبه. واختتمت الصحيفة تقريرها مشددة على أن من نتاج الهزيمة المدوية التي ألحقت بالجيش الإسرائيلي هو استقالة رئيسة الحكومة "جولدا مائير"، ورغم قيام وزير الدفاع "موشيه ديان" بإصدار تحقيق رسمي عما حدث إلا أن صورته ظلت مشوهة حتى أن خرج من التشكيل الحكومي الذي جاء برئاسة إسحق رابين خلفًا لحكومة مائير.