يشارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو" ، في أعمال الدورة الرابعة لمنتدى باكو الدولي الإنساني، الذي افتتح أعماله اليوم في باكو عاصمة جمهورية آذربيجان، في حفل رسمي ترأسه السيد إلهام علييف رئيس الجمهورية، وبحضور شخصيات مهمة من عدة دول في العالم، وقيادات فكرية وثقافية وعلمية ودينية عالمية. وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في الحفل الافتتاحي الرسمي للمنتدى، أعلن فيها أن العالم لم يكن في حاجة إلى تعزيز الوئام وترسيخ التعاون وتضافر الجهود من أجل إقرار الأمن والسلم الدوليين، بقدر حاجته إلى ذلك كله اليوم. وقال بهذا الخصوص : « في هذه المرحلة الدقيقة الحرجة والمعقدة للغاية، تعاني الأسرة الدولية من حالة اهتزاز اليقين، والارتباك الشديد، والقلق البالغ، نتيجة ً لما يواجهه العالم اليوم من مخاطر محدقة به، لا تفتأ تَتَفَاقَمُ على عديد من المستويات، تشكل، بما تنطوي عليه من تهديدٍ للسلام العالمي، تحدياتٍ شديدةَ الخطورة، لا سبيل إلى مواجهتها والتغلب عليها، إلا سبيل التعاون الجادّ والهادف بين المجتمع الدولي، الذي يجب أن يقوم على أساسٍ متين من الالتزام بأحكام القانون الدولي، والتطبيق المسؤول لمبادئ حقوق الإنسان». وذكر أن هذا المنتدى الدولي الإنساني هو باعتبار أهدافه وآلياته، تحالفٌ دوليُّ ثقافيٌّ وفكريٌّ من أجل السلام. موضحًا أن محاربة الإرهاب على تعدّد أشكاله، تبدأ من محاربة الأفكار المتشددة، والاتجاهات المتطرفة، والمفاهيم المنحرفة، من خلال تعزيز ثقافة العدل والسلام، ونشر قيم الوئام والتعايش وقبول الآخر والاعتراف بالحق في الاختلاف. كما أشار إلى أن الهدف الذي تأسس المنتدى في سنة 2011م من أجل تحقيقه، هو صياغة جدول جديد للأعمال الإنسانية في عصر العولمة، وتعزيز هذا الأمر على الصعيد الدولي. وقال إن هذا هدفٌ سام ٍ نبيل ومسعى حميدٌ من المساعي الرائدة التي تبذلها جمهورية آذربيجان، في إطار النهوض بالرسالة الحضارية الإنسانية التي تؤمن بها وتلتزم أمام المجتمع الدولي، بالعمل لتحقيقها، وذكر أن العشرات من المؤتمرات الدولية حول قضايا الحوار والتفاهم والتسامح والتعاون الإنساني، عقدت في باكو، بعضها كانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة طرفًا مشاركًا في تنظيمه، مما لفت أنظار العالم إلى هذه العاصمة ذات التاريخ العريق والإسهامات المجيدة في خدمة الثقافة والفكر الإنساني، ومما أكد الأهلية التي تمتلكها باكو لاحتضان هذا المشروع الإنساني، الذي أثبت أن له الآثار الإيجابية في تعزيز الأعمال الإنسانية التي تخدم السلام العالمي. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري في كلمته أيضًا : « لقد أطلقتُ على هذا المنتدى، في افتتاح دورته الأولى (2011) : (المشروع الحضاري)، نظرًا إلى سموّ الأهداف التي يعمل على تحقيقها، في إطار تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي، إنْ على مستوى الحكومات، أو على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية والمنظمات والمؤسسات والهيئات الأهلية. وأُطلق عليه اليوم : (التحالف الإنساني)، الهادف إلى نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الأمم والشعوب، إسهامًا في الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الكراهية والعنصرية والتطرف والإرهاب، والساعية إلى درء المخاطر التي تواجه الإنسانية من جراء استفحال تلك التهديدات التي تمس بالأمن والسلم والدوليين». وأوضح أنه بذلك يتعزَّزُ الدور الذي يقوم به منتدى باكو الدولي الإنساني، وتَتَزَايَدُ الحاجة إليه في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم قيام تحالف دولي من أجل السلام ومحاربة الإرهاب. فى الختام وجّه المدير العام للإيسيسكو نداء إلى المجتمع الدولي للتحرك السريع من أجل إنهاء الاحتلال الأرميني لإقليم ناقورنو كاراباخ الأذربيجاني الذي وصفه بأنه مخالفة واضحة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، مؤكدا ً المطالبة باسم الإيسيسكو باتخاذ إجراء حازم وسريع لإنهاء الاحتلال العدواني لهذا الإقليم من جمهورية أذربيجان.