باريس: طالب رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني الأربعاء المجتمع الدولي بمساعدة بلاده في حربها على الإرهاب معتبرا في الوقت ذاته أن الفشل في تحديد مكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن "ليس فشلا للاستخبارات الباكستانية فقط بل أيضا الأمريكية". وقال جيلاني في تصريحات للصحفيين في باريس ردا على سؤال حول سبب تمكن زعيم تنظيم القاعدة من الاختباء في مدينة ليست ببعيدة عن إسلام آباد إن "هناك فشلا لعمل أجهزة مخابرات العالم أجمع، بما فيها الأمريكية". واكد جيلاني في سعيه لإبعاد الاتهامات الموجهة ضد بلاده بعدم الجدية في الحرب على الإرهاب أن باكستان "تخوض حربا، وتحارب في معركة ضد الإرهاب ولديها الإرادة في محاربة المتطرفين والإرهاب". وتابع قائلا إن "باكستان ضحت بنحو 30 ألف شخص في مكافحة الإرهاب، وهو عدد أكبر بكثير من قتلى دول حلف الأطلسي مجتمعة". وأقر جيلاني بأن باكستان بحاجة إلى مساعدة العالم أجمع من أجل محاربة الإرهاب الذي تعتبره مشكلتها الرئيسية، داعيا الغرب إلى التوقف عن بث رسائل سلبية عن بلاده. وقال إن "الأمن ومحاربة المتطرفين أو الإرهاب ليس من واجب دولة واحدة" مؤكدا أن "ثمة حاجة إلى إستراتيجية عالمية لمحاربة الإرهاب". وأكد جيلاني أن "إسلام اباد تحارب الإرهاب وتعتبره عدوها الأول وسبق أن دفعت ثمنا باهظا لهذا الموقف"، مشيرا إلى أن بلاده لا تفعل هذا "لأجل باكستان وحدها بل من أجل السلام والازدهار والتقدم في العالم أجمع"، حسبما قال. ودعا رئيس وزراء باكستان الذي سيلتقي اليوم الأربعاء بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، القادة الغربيين إلى بث رسائل إيجابية وليست سلبية عن باكستان. يذكر أن العثور على بن لادن في مدينة قريبة من العاصمة الباكستانية كان قد أثار الشكوك حول مدى جدية إسلام آباد في الحرب على الإرهاب وزاد من التساؤلات حول ما إذا كانت الاستخبارات الباكستانية أو أي جهات حكومية أو عسكرية هناك تقوم بحماية زعيم تنظيم القاعدة الذي لم تعثر القوات الأمريكية على أي حراسة خاصة له في داخل المجمع الذي اختبأ فيه والذي يقع بالقرب من أكاديمية عسكرية باكستانية.