حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الإدارة الأمريكية من خطورة تجاهل الوضع في الشرق الأوسط في وقت تموج فيه المنطقة بالتغيرات العاصفة، وتتعرض لموجه شديدة من العنف المسلح على مختلف الأصعدة فضلًا عن العراق وسوريا مثل ليبيا واليمن والسودان وشبه جزيرة سيناء. وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية جانبًا من اللقاء الذي أجري مع السيسي في مقر إقامته في منهاتن بنيويورك، كأول حوار صحفي له في الولاياتالمتحدة منذ أن أصبح على رأس السلطة المصرية، بأنه "لا يمكن اختزال الحرب ضد التطرف والإرهاب في الحرب على تنظيم داعش لكننا يجب أن نجمِّع قطع ال"بازل" جميعًا لتضح الرؤية. وأضاف السيسي أن سياسته تهدف إلى تعزيز التنمية في مختلف المجالات الاقتصادية وتطوير التعليم وزيادة التوعية بصحيح الدين كأحد أدوات مواجهة وإضعاف خطر تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة. وعن موقف مصر من الحرب على داعش، قال السيسي، إن مصر تدعم التحالف ضد داعش، مشيرًا إلى عدم إمكانية مشاركة مصر في أي عمل عسكري مباشر ضد التنظيم، فيما تحدث مسؤولون أمريكيون عن إمكانية قيام مصر بتدريب قوات عراقية تشارك بطبيعة الحال في هذه الحرب، وفي نفس الصدد ألمح السيسي إلى أن مصر محتفظة بحقها في الدفاع عن نفسها بنفسها ضد حركات التطرف التي تهدد البلاد. وأضافت الصحيفة إنه في حين أن الأمريكيين يؤكدون أن دولة الإمارات العربية قد استخدمت القواعد الجوية المصرية لشن غارات على الجماعات المتطرفة في ليبيا، لم يؤكد السيسي مشاركة بلاده في مثل تلك العمليات، إلا أنه صرح بقيام حكومته بلعب دورًا مهمًا في مساندة الحكومة الليبية المنتخبة لاستعادة الأمن في بلادهم. في سياق حديثه عن الإصلاحات الاقتصادية، قال الرئيس المصري إن الحكومة الحالية تعمل على إزالة البيروقراطية التي تعتبر أهم عوائق تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وسن القوانين والتشريعات الجديدة التي من شأنها تحفيز مناخ الاستثمار وصرح بقولة "المصريون يقولون لكم مرحبًا بكم في مصر الجديدة". وفي نهاية حديثه، أبدى السيسي استياءه من توجيه الانتقادات لمصر عقب إدانة صحفيي قناة الجزيرة الثلاثة، وأكد احترامه لاستقلال القضاء، إلا أنه قال "لو أنه كان المعني بالبت في تلك القضية لم تكن لتصل إلى هذا الحد ولكان أمر بترحيلهم إلى خارج البلاد".