رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الإثنين، بتوقيع اتفاق السلام والشراكة الوطنية في اليمن بين الرئاسة اليمنية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، ودعا أطرافه إلى تنفيذ الاتفاق "دون تأخير". وقال بان كي مون، في بيان أصدره المتحدث باسمه استيفان دوجريك، إنه "يتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في البلاد"، وإن "التزام جميع الأطراف الرئيسية بوقف الأعمال العدائية والعمل معا من أجل بناء يمن ديمقراطي جديد، بمثابة خطوة إيجابية نحو الاستقرار السياسي والسلام في البلاد". وأضاف المتحدث أن "الأمين العام للأمم المتحدة يتوقع من الأطراف الموقعة على الاتفاق تنفيذه دون أي تأخير". وتابع بقوله إن "الأممالمتحدة تتطلع إلى استمرار تعاونها مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، باعتباره الرئيس الشرعي المنتخب، وجميع القادة السياسيين، بهدف بناء دولة يمنية ديمقراطية، تستجيب للطموحات المشروعة لمواطنيها". وسقطت العاصمة صنعاء، أمس، في قبضة مسلحي الحوثي بسيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولا سيما مجلس الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود. وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري، وقع الرئيس اليمني، مساء أمس، على اتفاق مع جماعة الحوثي، بحضور مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية. ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي. ورفض الحوثيون التوقيع على ملحق أمني للاتفاق ينص من بين بنوده على سحب مقاتليهم من صنعاء. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010)، بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، والقوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين. ويتهم منتقدون جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر 1962.