تظاهر ليبيون، يوم أمس الجمعة، في العاصمة الليبية طرابلس، ومدينة بنغازي، شرق، للمطالبة بإسقاط مجلس النواب الليبي (البرلمان)، المنعقد بمدينة طبرق، شرق، وبطلان جميع قراراته، حسب مراسلي الأناضول. وعبّر عشرات المتظاهرين الذين احتشدوا بميدان الشهداء، في العاصمة طرابلس، عن دعمهم لحكومة الإنقاذ الوطني، المنبثقة عن المؤتمر العام المنتهية ولايته. وردد المشاركون هتافات مؤيدة لعملية "فجر ليبيا"، وأخرى رافضة لعملية الكرامة التي أطلقها اللواء المتقاعد خليفة حفتر. كما تجمع متظاهرون بساحة الحرية شمالي بنغازي، للأسبوع السابع على التوالي، لإعلان رفضهم استمرار جلسات مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق. واعتبروا في كلماتهم جلسات المجلس "خروجا عن الشرعية، وقراراته باطلة، وعلى رأسها المطالبة بالتدخل الأجنبي في البلاد". وقال أحد المتظاهرين لمراسل الأناضول، والذي رفض الكشف عن اسمه، إنهم "لن يعترفوا بالقرارات الصادرة عن اجتماعات البرلمان في طبرق". وكما الحال في طرابلس، ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لعملية "فجر ليبيا" وأخرى مناوئة لعملية "الكرامة" . وأدى المتظاهرون صلاة الغائب على الشيخ نبيل ساطي رئيس قسم الشؤون الثقافية والإرشاد بمكتب الوزارة ببنغازي، الذي اغتيل مساء أمس أثناء خروجه من مسجد قيس بن عمر، بعد أن أم المصلين فيه لصلاة العشاء . ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، تشهد ليبيا انقساماً سياسياً بين تيار محسوب على الليبرالي وتيار آخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة الثني (استقالت في وقت سابق وتم تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة) ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي. ويتهم الإسلاميون في ليبيا فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مايو/أيار الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين". بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس.