مع تسجيل سعر النفط الخام مستوى قياسي جديد اليوم ليتجاوز سعر البرميل 132 دولار للمرة الأولي، أعربت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" عن استعدادها لسد أي نقص في امدادات النفط. وأكد عبد الله البدري الأمين العام ل "أوبك" في تصريحات له في فنزويلا أن المنظمة مستعدة للتدخل عند الضرورة وتغطية أي نقص في امدادات النفط مشددا على التزامها بتعهداتها الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في السوق العالمية وبما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وأعرب البدري في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن قلقه من استمرار حالة التذبذب وعدم الاستقرار في السوق النفطية العالمية ، وأشار إلى أن ارتفاع أسعار النفط ، الذي وصل الى معدلات قياسية ، يرجع إلى الاضطرابات التي تعانيها أسواق المال وتراجع قيمة الدولار ولجوء المضاربين إلى الاستثمار في سوق النفط المستقبلية لتعويض خسائرهم من الدولار الضعيف. وتشير تقديرات الخبراء إلي أن أسعار التعاقدات الآجلة للنفط الخام في أسواق البترول الدولية تبرهن على أن السعر الفوري للخام سيواصل ارتفاعاته خلال الفترة المقبلة. وكان الأمين العام للأوبك وأعضاء الوفد المرافق له اجتمعوا مع وزير النفط والطاقة الفنزويلي رافائيل راميرز بحضور عدد من كبار المسؤولين الفنزويليين، وتركز النقاش حول أوضاع السوق النفطية العالمية في المرحلة الراهنة، وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء في الأوبك وأكد الجانبان حرص الأوبك على العمل من أجل استقرار السوق وتوازن الأسعار، وشددوا على القول بان الارتفاع الحاد بأسعار النفط الخام ليس نتيجة لعوامل السوق الأساسية، لأن السوق النفطية لا تعاني من أي نقص في الإمدادات النفطية، بل هناك كميات كبيرة تزيد عن الطلب العالمي، حسب البيان وشدد الأمين العام للأوبك على القول بأن المنظمة ستواصل مراقبة تطورات السوق النفطية عن كثب، مع تأكيد استعدادها للتحرك والتدخل لاتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل تعزيز استقرار السوق وتوفير الإمدادات اللازمة. هذا من المقرر أن يبدأ الأمين العام للأوبك والوفد المرافق له الإكوادور في وقت لاحق اليوم وحتى يوم الأحد المقبل. ووفقا للإحصائيات فقد شهد سعر عقود النفط الآجلة لشهر ديسمبر تسليم 2016 ارتفاعا بحوالي 14% على مدي جلسات التعاملات الثلاثة الأخيرة. وتأتي ارتفاعات سعر العقود الآجلة للخام وذلك بعد إقدام مؤسسة جولدمان ساش على رفع توقعاتها المتعلقة بمستويات أسعار النفط للعام الحالي حيث حددت متوسط الأسعار للنصف الثاني من العام حالي في حدود 141 دولار. وقد عدل المحللون لدي مصرف "سوسيتيه جنرال" توقعاتهم الخاصة بمستويات النفط الخام الأمريكي حيث توقعوا أن يكون في حدود 115 دولار العام الحالي و110 دولار في 2009. وقد بلغ اليوم السعر الفوري لخام نيمكس غرب تكساس 130.3 دولار , وأشارت صحيفة الفاينانشيال تايمز عبر موقعها الإلكتروني إلي أن قلق الأسواق إزاء مخاطر حدوث نقص في مستويات المعروض في غضون خمس سنوات قد رفع أسعار العقود الآجلة للنفط طويلة المدي للاقتراب من مستوي ال 140 دولار. يذكر أن أوبك، التي تنتج أكثر من ثلثي الاستهلاك العالمي من النفط، كانت قد قررت في شهر مارس الماضي الابقاء على سقف الانتاج البالغ 29.6 مليون برميل يومياً باستثناء العراق الذي لا يخضع لنظام الحصص الانتاجية دون تعديل بعد أن لاحظت إن المقومات الأساسية للسوق من العرض والطلب متوازنة.