دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، إلى التسريع في إعادة إعمار قطاع غزة، معتبرا ذلك "أهم خطوة في تثبيت انتصار غزة على الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة". وفي لقاء نظمه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في العاصمة تونس، على شرف وفد حركة "حماس" الذي بدأ أمس زيارة لتونس تستمر يومين، قال مشعل: "لا نريد أن يسجل الإعمار لصالح حزب أو حركة، وإنما لأهل غزة، ونقول للمجتمع الدولي: قدموا الدعم للناس مباشرة". وأضاف أن "الوطن الفلسطيني أكبر من حماس وفتح (حركة التحرير الوطني الفلسطيني بزعامة الرئيس محمود عباس) وجميع الفصائل، ولا نريد أن يُعطَّل الإعمار بأي ذريعة". وقال نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، إسماعيل هنية، في لقاء مع إعلاميين بغزة اليوم، إن حركته لن تقبل بمقايضة إعادة إعمار غزة، مقابل نزع سلاح المقاومة، داعيا مصر إلى إلزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. ودعا مشعل إلى تفعيل المصالحة الوطنية الفلسطينية "وفقا لما اتفقنا عليه في السنوات الماضية". ومضى قائلا إن "صفحة الانقسام طويناها ولا نقبل أن نعود إليها، ولا يليق بنا أن نتراشق في الإعلام"، في إشارة إلى تصريحات مناهضة ل"حماس" أطلقها قادة في "فتح"، في ظل اتهامات متبادلة بين الحركتين. واعتبر مشعل أن التفاوض (مع إسرائيل) دون قوة هو"تسول على أعتاب الأعداء"، مضيفا أن "صيانة النصر في غزة هو أن نتمّ المشوار ولا نعود إلى الوراء بإعادة إنتاج المشاريع الفاشلة للمفاوضات". وبشأن موضوع وساطة رئيس حركة النهضة التونتسية، راشد الغنوشي، التي طلبها القيادي في حركة فتح، جبريل رجوب، قال مشعل: "جوابنا نحن نرحب بجهود الأمة جمعاء بما يخدم قضيتنا وتعزيز وحدتنا الوطنية، ولكن في ذات الوقت لسنا في قطيعة في الساحة الفلسطينية لنحتاج وساطة". وبعد قرابة 7 سنوات من الانقسام، وقعت حركتا فتح وحماس في 23 أبريل/ نيسان الماضي، على اتفاق للمصالحة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. والثاني من يونيو الجاري، أدت حكومة توافق وطني فلسطينية اليمين الدستورية أمام عباس، إلا أن هذه الحكومة لم تتسلم حتى اليوم المسؤولية الفعلية في القطاع. وردا على أسئلة طرحها حاضرون حول متى يغادر قطر، قال مشعل: "كنت في قطر وسأعود إلى قطر.. الفلسطينيون لم يختاروا مغادرة وطنهم.. العدو احتل وطننا وألزم الملايين العيش خارج الوطن". وأشاد بالدوحة قائلا إن "قطر دولة عربية مسلمة محترمة، وتقف مع فلسطين.. وحماس تنقلت بين عواصم عربية ولم تنتم لمحاور معينة.. ونحن منفتحون على الجميع ونريد زيارة الجميع وحتى من يخذلنا نقول له: سامحك الله". وأسفرت حرب أخيرة بدأتها إسرائيل على غزة في السابع من يوليو الماضي، ودامت 51 يوما، عن مقتل 2154 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين، وذلك مقابل مقتل 68 عسكريا و4 مدنيين إسرائيليين، وعامل أجنبي، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق.