وصل وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اليوم السبت إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية وفي مستهل الزيارة، حث الوزير الألماني كلا من أشرف غاني وعبد الله عبد الله المتنافسين في انتخابات الرئاسة التي أجريت قبل نحو ثلاثة أشهر على إتاحة الفرصة لإحداث أول تغيير ديمقراطي للسلطة في تاريخ البلاد وحذر في حال لم يحدث ذلك من المغامرة بإضاعة استعداد المجتمع الدولي لتقديم الدعم لأفغانستان. تجدر الإشارة إلى أن نتيجة الانتخابات لا تزال محل جدل بين كل من غاني وعبد الله حتى الآن. ويعتزم شتاينماير إجراء محادثات مع غاني وعبد الله في كابول خلال هذه الزيارة القصيرة بالإضافة إلى لقائه مع حامد كرزاي الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته والذي بقي حتى الآن في منصبه لحين الفصل في نتيجة الانتخابات والإعلان عن رئيس جديد. وقال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا إن أفغانستان "في مرحلة حرجة مرة أخرى" وعلى كل المعنيين أن يكونوا على دراية بأن البلاد تمر "بنقطة تحول" في تطورها السياسي. كان وزير الخارجية الأفغاني السابق عبد الله فاز بأعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى من الانتخابات وفي جولة الإعادة في حزيران/يونيو الماضي أظهرت النتائج الأولية فوز وزير المالية السابق غاني ولكن عبد الله رفض الاعتراف بهذه النتائج. وفي ظل اتهامات للجنة الانتخابات بالتزوير، تم الاتفاق على إعادة فرز الأصوات البالغ عددها أكثر من ثمانية مليون صوت غير أنه لم يتحدد بعد موعد الإعلان عن نتيجة عملية إعادة الفرز. ولاعتبارات أمنية،لم يعلن عن زيارة شتاينماير لأفغانستان حتى هبوط طائرته في قاعدة الجيش الألماني في مدينة مزار الشريف ومن هناك استقل شتاينماير طائرة طراز ترانسال توجهت به إلى كابول. وهناك التقى شتاينماير مع رئيس بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان جان كوبيس. ويعتزم شتاينماير التوجه اليوم إلى الهند حيث سيجري محادثات مع الحكومة الجديدة برئاسة ناريندرا مودي. وأكد شتاينماير أن بلاده ستدعم أفغانستان في الفترة المقبلة أيضا. يذكر أن ألمانيا لها في الوقت الراهن أكثر من 1700 جندي في أفغانستان. ومن المنتظر أن تنسحب جميع القوات الدولية من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري على أن تبقى قوة صغيرة لتدريب ودعم القوات المسلحة الأفغانية شريطة توقيع حكومة كابول على اتفاقية أمنية وهي الاتفاقية التي رفض كرزاي التوقيع عليها تاركا هذا الأمر لمن يخلفه في منصب الرئاسة. وتشارك ألمانيا بثاني أكبر عدد من المراقبين بعد الولاياتالمتحدة في بعثة المراقبين الدوليين 64 مراقبا المعنية بمراجعة نتائج الانتخابات الرئاسية في أفغانستان. وقال شتاينماير إن اتفاق غاني وعبد الله على الاعتراف بنتيجة مراجعة الانتخابات واحترام الدستور يجب أن يكون أساسا لكل الخطوات التي سيتم اتخاذها لاحقا.