أدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل شديد اللهجة، ضم روسيا للقرم إلى أراضيها بشكل غير مشروع، واستمرارها في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوكراني عن عمد، وبشكل يتنافى مع القوانين الدولية، من خلال دعم الانفصاليين المسلحين. جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عقب انتهاء اجتماع لجنة الحلف الأطلسي، وأوكرانيا، بمشاركة الرئيس الأوكراني "بيترو بروشينكو"، الذي انعقد، مساء اليوم الخميس، عى هامش قمة "الناتو"، التي تستضيفها مقاطعة "ويلز" البريطانية. وطالب الحلف في البيان، روسيا بتغيير مواقفها، وأساليبها، التي تتبناها حيال الأزمة الأوكرانية الراهنة، مشيرا إلى أن روسيا مازالت مصرة على انتهاك وحدة الأراضي الأوكرانية، وسيادتها، واستقلالها. وأكد الحلف أنه سيعتبر أي عمل روسي تقوم به بشكل أحادي الجانب، لانتهاك الأراضي الأوكرانية تحت أي ذريعة، حتى ولو كان لتقديم المساعدات الإنسانية، بمثابة انتهاك سافر للقانون الدولي. وأشار الحلف إلى أنه يدعم وحدة الأراضي الأوكرانية، وسيادتها، في إطار الحدود المتعارف عليها، بموجب القوانين الدولية، مطالبا روسيا بإبطال قرار ضمها للقرم، كما طالبها بقطع مساعداتها للانفصاليين في الشرق الأوكراني، وسحب وحداتها العسكرية، وإنهاء كافة الأنشطة العسكرية بطول حدودها مع أوكرانيا. وطالب الحلف روسيا باحترام حقوق السكان المحليين في القرم بما في ذلك التتار، والابتعاد عن شن أي هجمات من أي نوع على أوكرانيا. وذكر البيان أن روسيا مستمرة في القيام بعمليات عسكرية داخل أوكرانيا رغم الالتزامات التي تعهدت بها في اتفاقات برلين وجنيف، مضيفا "لذلك نحن نطالب موسكو بتغيير مواقفها، والدخول في حوار ذي مغزى مع المسؤولين الأوكرانيين، لحل الأزمة سياسيا". ولفت البيان إلى أن اللجنة أسرعت في اجتماعها اليوم من المشاورات الاستراتيجية، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تعزيزا في التعاون بين الناتو، وأوكرانيا. وكان الأمين العام للحلف "أندريه فوغ راسموسن"، قد ناشد روسيا، اختيار طريق السلام كسبيل للخروج من الأزمة، التي تشهدها أوكرانيا في الوقت الراهن، وذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الاجتماع. وشدد "راسموسن" على أن استقرار أوكرانيا، واستقلالها، أمر في غاية الأهمية بالنسبة لأمن المنطقة الأوروبية الأطلسية، على حد تعبيره. وأفاد أن جميع الدول الأعضاء بالحلف مجمعون على ضرورة دعم استقلال أوكرانيا، ووحدة أراضيها، مضيفا: "لذلك نطلب من روسيا إنهاء احتلالها للقرم، وسحب جنودها من الأراضي الأوكرانية، والتوقف عن إمداد الانفصاليين بالأسلحة، واختيار السلام كسبيل للخروج من الأزمة الأوكرانية".