أثار الدكتور على جمعة – مفتي الجمهورية السابق – جدلا الأيام الماضية حول أغنية المطرب عبد الحليم حافظ " أبو عيون جرئية " ، حيث زعم في أحد البرامج الدينية على فضائية CBC 2 أن عبد الحليم لحبه للنبي صلي الله عليه وسلم غنى " أبو عيون جريئة للنبي" ، وسجلها مع الموسيقار عبد الوهاب ، ولكن بكلمات مختلفة وهي "قولو وزوروا المدينة.. وغنوا وغنوا لنبينا". المقطع المسجل لجمعة تداوله مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ، ونشرته بوابة الحرية والعدالة تحت عنوان " (فيديو) آخر تقاليع علي جمعة: عبد الحليم غنى للرسول "أبو عيون جريئة"!! في اليوم التالي ، أصدر جمعة بيانا كذًب فيه الإخوان ، وأرفق مقطعا صوتيا لعبد الحليم يغني فيه الأغنية ولكن بكلمات مدح للنبي صلي الله عليه وسلم. حقيقة الجدال ، أن عبد الحليم حافظ في أحد لقاءاته الإذاعية ، كان يتحدث عن قصة حياته ، وسأله المذيع عن أغاني الموالد التي كان يحضرها عبد الحليم ، فقال إن أكثر الأغاني التي ترددها الموالد هي الأغاني الشائعة التي تذاع في الراديو والسينما والأسطوانات ، وضرب مثلا بأغنية قولوا الحقيقة " أبو عيون جريئة " التي استمع إليها من مطرب شعبي ولكن بكلمات مختلفة تمدح في النبي صلي الله عليه ، تقول : " روحولوا .. روحولوا .. روحولوا المدينة .. روحولوا وشاهدوا وباركوا واهدوا نبينا روحولوا وشاهدوا .. وباركوا وعاهدوا .. وعاهدوا نبينا .. محمد نبينا .. روحولوا المدينة " أي أن عبد الحليم لم يغني أبو عيون جريئة للنبي ، ولم يلحنها له عبد الوهاب كما قال الشيخ علي جمعة في لقاءه التليفزيوني . وفارق كبير بين أن يقول الشيخ على جمعة بإن عبد الحليم غني الأغنية للنبي وبين أن يكون عبد الحليم قد استمع إلى أغنيته في مولد شعبي من مطرب شعبي بعد تغيير كلماتها لتكون مدحا للنبي. وربما يكون الأمر قد اختلط على الشيخ علي جمعة ، وتذكر كلمات الأغنية الجديدة ، ولم يتذكر أن عبد الحليم تحدث عنها في أطار حديثه عن الموالد الدينية . فليست أبو عيون جريئة للنبي صلي الله عليه وسلم. رابط صوتي لحديث عبد الحليم عن أغنية أبو عيون جرئية بعد تغيير كلماتها في أحد الموالد الشعبية https://soundcloud.com/sayed-hamed-14/u5gujtfdxbrd وهذا رابط الأغنية التي استمع إليها في أحد الموالد الشعبية https://www.youtube.com/watch?v=YN2kAUAOBic أما المطرب الذي استمع إليه عبد الحليم في أحد الموالد الشعبية فهو الشيخ محمد عبد الهادي (1938- 2000) ، من مواليد البحيرة ، حفظ القرآن صغيرا ، وعشق الإنشاد ، واحترف إحياء الليالي الدينية ، وفي عام 1963 كون فرقة مستقلة للمديح والإنشاد ، ثم اكتشف في نفسه موهبة تأليف القصص الوعظية لتصاحب المديح النبوي ، وهو أمر كان منتشرا بالوجه البحري ، مخالفة للوجه القبلي الذي يرتبط فيه المديح بالتصوف. واعتمدته الإذاعة والتليفزيون في عام 1980 ، لكن ليس كمبتهل ، وإنما كمطرب ، لكنه صمم على أن يتحول إلى طبيعته ، مبتهلا ومنشدا ومداحا للنبي ، وابتهل في صلاة الفجر التي تنقلها ميكروفونات الإذاعة. واشترك في العديد من المسلسلات الإذاعية ، وشارك بأغنية " ولدي " في فيلم " ولا من شاف ولا من دري " للنجم عادل إمام https://www.youtube.com/watch?v=nx_vbsQYNx0