الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الإدراك بما في ذلك فقدان الذاكرة بسبب مرض الزهايمر قد يصبحون يوماً ما قادرون على تعزيز ذاكراتهم عن طريق موجات من التيار الكهربائي الخفيفة. فقد قام فريق من الباحثين بإجراء تحفيز مغناطيسي غير غازي عبر الجمجمة يسهم في تحريك منطقة في المخ المعنية بتشكيل الذكريات. وتستخدم تقنية التحفيز المغناطيسي غير الغازي عبر الجمجمة "شحس" من خلال تعرض الجمجمة لتيار كهربائي خفيف من أجل تعزيز التواصل بين خلايا المخ، ما يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف علاجات جديدة لضعف الذاكرة الناجم عن الصدمات او المرض أو الشيخوخة، حيث تشمل العلاجات الحالية التدخل الجراحي او العلاج الدوائي اللذان لم يثبتان فعالية حقيقية حتى الآن، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأوضحت جويل فورس أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب بجامعة "إيلينوي" الأمريكية، أن الخلايا العصبية المستهدفة عبر الجمجمة بواسطة التحفيز المغناطيسي تعد جزءاً من المسار لما يعرف "بقرن آمون"، وهى منطقة عميقة في المخ تشارك في تكوين الذاكرة. وأوضح الباحثون أن لفائف "التحفيز المغناطيسي غير الغازي عبر الجمجمة" تقوم بإصدار نبضات تحفيزية بواقع 20 نقرة في الثانية الواحدة، حيث تهدف هذة النقرات في الجزء الخلفي من رأس المريض على القشرة الجدراية ولكل مريض يشعر وكأن هناك إحساس نقر خفيف جداً في خارج الرأس. كانت الدراسة قد شملت 16 بالغاً من الأصحاء تراوحت أعمارهم مابين 21 إلى 40 عاماً، حيث استخدم الباحثون صوراً تشريحية مفصلة للمخ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتعيين الشبكة العصبية لكل مشارك، ثم طلب من المتطوعين إلقاء نظرة على الصور والوجوه وتذكر كلمة عشوائية مرتبطة بكل صورة . كما خضع المشاركون لنحو 20 دقيقة من التحفيز المغناطيسي للجمجمة يومياً لمدة خمسة أيام متتالية، وبعد 24 ساعة من التحفيز النهائي، تم إعادة فحص الأفراد على اختبار الصور مرة أخرى مع تصوير المخ. وأكد الباحثون حدوث تحسن ملموس بعد خضوع المشاركين في الدراسة للتحفيز المغناطيسي للجمجمة، وفقاً لما أظهره التصوير بالرنين المغناطيسي للخلايا العصبية المعنية بالذاكرة لتصبح أكثر تزامناً مع بعضها البعض.