قال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال دافيد رودريجيز، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، يوم الأربعاء، إن "واشنطن تشاطر الجزائر العمل من أجل ليبيا موحدة يحكمها الليبيون أنفسهم، وكذلك فيما يخص المصالحة والسلم في مالي". وفي تصريحات صحفية عقب لقاء جمعه بوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، قال الجنرال رودريغيز "إننا على استعداد للعمل بشكل وثيق مع الحكومة الجزائرية من أجل محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي". ولفت إلى أن واشنطن، "تتابع الوضع الأمني والتوترات الحاصلة في المنطقة وأنها تعتزم بالتعاون مع الجزائر ودول المنطقة، العمل على عدم السماح بأن تتطور الأمور إلى حدود تهدّد السلم في المنطقة وفي أوروبا المجاورة لمسرح الأحداث في المغرب العربي والساحل الأفريقي". وحل رودريجيز بالجزائر، اليوم، في زيارة قادما إليها من تونس. والتقى رودريغيز رئيس الوزراء عبد المالك سلال ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش اللواء أحمد قايد صالح ووزير الخارجية رمطان لعمامرة. وتأتي زيارة الجنرال الأمريكي في وقت تعرف منطقة المغرب العربي والساحل الأفريقي توترات أمنية شديدة، سيما في ليبيا التي تعيش اقتتالا داخليا منذ أزيد من شهر، ومنطقة الساحل التي تعرف نشاطا للجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتونس التي تواجه جماعات إرهابية على الحدود مع الجزائر. وتخشى واشنطن من تهديدات هذه التوترات على مصالحها في المنطقة وأوروبا، كما تخشى أن تتطور لتطال أوروبا. وتسعى إلى إقامة قاعدة عسكرية بإحدى دول المغرب العربي وهو ما ترفضه الجزائر. ويرجع التعاون العسكري الجزائري الأمريكي إلى عام 2000 عندما انضمت الجزائر إلى الحوار الأطلسي مع حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، وتعزز بقوة بعد تفجيرات 11 سبتمبر / أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة، إلا أنه بقى في إطار التدريبات والمناورات والزيارات المتبادلة. وكانت واشنطن عبرت عن موقفها الداعم للجزائر والمتعلق بضرورة التكفل الذاتي لدول الساحل في محاربة تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وأن تأخذ دول المنطقة الدور الريادي في مكافحة الإرهاب، من دون أن تقفل الأبواب في وجه مساعدة الدول الأجنبية.