أدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي في بيان لها اليوم الاثنين فى جنيف ما يقوم به تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والمجموعات المسلحة المتحالفة معه فى المناطق التى يسيطر عليها التنظيم فى العراق. وقالت بيلاي، ان المدنيين العراقيين يعانون من اضطهاد مروع ومنهجى وواسع النطاق يقوم به التنظيم كما يواجهون حرمانا هائلا من كافة حقوقهم الانسانية، مشيرة الى أن الانتهاكات التى يقوم بها التنظيم تشمل القتل المستهدف والتحويل القسرى للعقيدة والاختطاف والاتجار والعبودية والاعتداء الجنسى وتدمير الاماكن ذات الاهمية الدينية والثقافية وكذلك محاصرة مجتمعات باكملها بسبب الانتماء العرقى او الدينى او الطائفى ولفتت الى ان المستهدفين بشكل مباشر كانوا المسيحيين واليزيديين والشبك والتركمان والصابئة. وأضافت بيلاي، أن التنظيم يستهدف وبشكل منهجى ويومى الرجال والنساء والاطفال على السواء وعلى أساس عرقي وبحسب انتمائهم الديني أو الطائفي ، كما أن التنظيم يقوم وبدون رحمة بعمليات التطهير الديني والعرقي على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته وبما قد يرقى بهذا الاضطهاد الى كونه جرائم ضد الانسانية. وقالت المفوضة السامية انه في محافظة نينوى فإن مئات الاشخاص من الطائفة اليزيدية تعرضوا للقتل فى حين تم اختطاف مايقارب 2500 شخص فى بداية شهر اغسطس الجارى حيث جرى احتجازهم حسب التقارير فى مواقع مختلفة في تلعفر والموصل ونوهت المفوضة السامية الى ان من يوافقون على تحويل دينهم يتم احتجازهم تحت حراسة افراد التنظيم بينما من رفضوا تم اعدام الرجال منهم ونقل النساء والاطفال كعبيد او للبيع. وحذرت المفوضة الاممية من أن الامر جرى ايضا فى بلدة كوجو فى جنوب سنجار وايضا فى سنجار وحذرت من ان اليزيديون المحاصرون فى سنجار مازلوا يواجهون خطرا جديا من قبل التنظيم المسلح . وفى الوقت الذى اكدت فيه نافي بيلاي على أن موظفى الاممالمتحدة يتلقون اتصالات هاتفية مروعة من المدنيين الذين تحاصرهم داعش تحت ظروف رهيبة والى الحاجة القصوى لمد هؤلاء المحاصرين بالمساعدات الانسانية، أضافت أن حوالي 13 الفا من الشيعة التركمان فى اميرلى بمحافظة صلاح الدين بينهم 10 آلاف من النساء والاطفال تمت محاصرتهم من قبل المسلحين التابعين لتنظيم داعش والمتحالفين معه منذ 15 يونيو الماضى . وحذرت بيلاى من ان السكان يعانون من ظروف معيشية قاسية للغاية مع نقص حاد فى الغذاء والماء وغياب كامل للخدمات الطبية ونوهت بيلاى الى وجود مخاوف كبيرة بشان احتمال وقوع مجزرة وشيكة ضد هؤلاء . ودعت بيلاي الحكومة العراقية وحكومة كردستان والمجتمع الدولى فى بيانها الى اتخاذ كافة الاجراءات لحماية افراد الجماعات العرقية والدينية وتامين عودتهم الى مواطنهم بامان وكرامة، مؤكدة أن تاثير الصراع الدائر فى شمال العراق كارثى على الاطفال واشارت المفوضة الى ان تقاير اممية بعد التحقيق فى مذبحة سجن بادوش فى الموصل والتى جرت فى 10 يونيو الماضى وكذلك اقوال الشهود اكدت ان مسلحة داعش نقلوا مابين الف الى الف وخمسمائة سجين الى منطقة قريبة غير مأهولة. وتناولت بيلاي في بيانها تقارير عن عمليات اخرى فى مناطق متعددة من العراق استهدفت السنة حيث مقتل عشرات المصلين السنة فى مسجد بديالى اضافة الى عشرات الجثث يتم العثور عليها يوميا فى بغداد لاشخاص تم قتلهم . بيلاى التى حملت فى البيان جميع اطراف النزاع مسؤولية تجنيب المدنيين والمنشأت من اثار العمليات العدائية طالبت المجتمع الدولى بضمان ألا يفلت مرتكبى الانتهاكات من العقاب وكذلك اى فرد ارتكب او ساعد فى ارتكاب جرائم دولية .