استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة "الاتحادية"، رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة، بحضور ضياء رشوان نقيب الصحفيين. وتناول اللقاء المستجدات على الساحة الداخلية، وعددًا من القضايا التي تشغل الرأي العام، إضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالشأن الإعلامي. الغاز المصري وقال السيسي إن مصر لا تصدر الغاز لإسرائيل ولم تستورد منها. وأشار إلى أنه ربما يكون هناك مشاكل تتعلق بالتحكيم في إشارة إلى تلويح بعض الدول المتعاقدة مع مصر في مجال الغاز باللجوء للتحكيم الدولي. أمن مصر القومي وكشف السيسي عن وجود بعض الصحف والمواقع الالكترونية التي تستهدف عقول الشعب المصري، بمعلومات خاطئة للإضرار بالمصلحة العليا للبلاد. وأوضح أن هذه الصحف والمواقع ممولة من الخارج تنفذ مخطط شيطاني لخدمة بعض المصالح على حساب استقرار مصر وأمنها القومي. الاقتصاد المصري وفي سياق آخر، أكد السيسي أن الدعم أخطر من الفساد على الأداء الاقتصادي، مشيرا إلى أن مصر تستهلك أكثر من 300 مليار جنيه سنويا على الطاقة. وتابع أن مصر ستزداد 40 مليون نسمة بعد 15 سنة، وهو ما يعد تحدي كبير لا يمكن مواجهته إلا بالمشروعات الضخمة. سد النهضة وصرح السيسي أن مصر تعمل حاليا على ألا ينزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالح مصر المائية أو ينتقص من حصتها المائية التاريخية. وأضاف الرئيس المصري أن مصر تقدر جهود إثيوبيا في إقامة مشروعات للتنمية، لكنها في الوقت نفسه تحرص على ألا يكون لسد النهضة أي تأثير سلبي على حصة مصر المائية من مياه نهر النيل. وأكد أنه حصل على وعود من رئيس وزراء إثيوبيا خلال لقاء على هامش القمة الإفريقية الأخيرة بغينيا الاستوائية بألا يكون للسد أي أضرار على حصة مصر سواء خلال فترة البناء أو التشغيل أو ملء بحيرة السد. ونوه إلى أن مصر تعمل حاليا على ألا يسبب سد النهضة أي تأثير على حصة مصر ، مشيرا إلى أنه في سبيل ذلك فإنه لا يمانع في أن يذهب إلى إثيوبيا مرة ومرتين بل وثلاث مرات حتى يتم حل المشكلة بشكل يحافظ حفاظا تاما على حصة مصر من مياه نهر النيل. داعش ودالم وعلى صعيد التهديدات الخارجية، قال السيسي أنه لا يبالي ب "داعش" أو بما يسمى "دالم" الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر، طالما أن هناك شعبا مصريا يقف خلف جيشه. وأشار إلى أنه طالما ظل الشعب المصري العظيم وراء قواته المسلحة فلا خوف لا من داعش أو من غيرها. وردا على سؤال حول مزاعم بشأن وجود تنظيم "داعش" أو "دالم" في مصر، قال السيسي: "داعش إيه طالما خليت بالك يا مصري من جيشك، فان أي شيء سيتم دهسه وفرمه مهما كانت قوة هؤلاء". دول الجوار ونفى السيسي أن تكون القوات المسلحة المصرية قد قامت بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية. وقال إننا لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن، مضيفا أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية، فقواتنا داخل أراضينا. وأوضح السيسي أن مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا الشقيقة، مشيرا إلى أن مصر تجرى مشاورات على وجه الخصوص مع الجزائر وتونس ودول الجوار المعنية للوصول لعمل سياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا. النظام السوري والمعارضة ولفت السيسي بأن مصر لا تدعم النظام السوري أو المعارضة السورية ولا تنحاز إلى أي منهما، مؤكدا أن اهتمام مصر الوحيد ينصب على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحمايتها من خطر التقسيم. وقال إن مصر تعمل على التوصل إلى حل سلمى للوضع في سوريا استنادا على حماية وحدة الأراضي السورية بعيدا عن أي دعم سواء للنظام السوري أو المعارضة السورية. وأعترف بأن هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تلعب في الساحة السورية، مؤكدا أن جهود مصر تنصب على إحباط أي مخطط لتقسيم سوريا أو النيل من وحدة أراضيها. القضية الفلسطينية من ناحية أخرى، أكد السيسي أن مصر لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية وموقفها ثابت وهو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967وعاصمتها القدسالشرقية، مطالبا بضرورة أن يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزا لحل القضية الفلسطينية حلا شاملا. وأوضح السيسي أن مصر تحاول حاليا استغلال ما حدث من مآسي في غزة لحل القضية الفلسطينية، مؤكدا أنها تبذل قصارى جهدها لحل القضية الفلسطينية ولن تتوانى عن تلبية المطالب الإنسانية للأشقاء في غزة من خلال معبر رفح، مبينا أن الأمر يتعلق في نفس الوقت بالأمن القومي المصري، رافضا من يقصرون كل ما حدث في غزة على قضية معبر رفح فقط. وأضاف أن معبر رفح لم يكن أصلا في بنود اتفاقيات المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 2005 لان هناك العديد من المعابر، مؤكدا أن مصر لن تتأخر عن تلبية مطالب الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.