رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بإعلان مصر أمس أن إسرائيل والفصائل الفلسطينية قبلوا وقف إطلاق نار إنساني، وغير مشروط في قطاع غزة لمدة 72 ساعة. وقال المتحدث باسم الأمين العام في بيان صدر مساء أمس الأحد، ونشر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة: "أعرب بان عن أمله القوي في أن تعطي هذه الهدنة الجانبين، تحت رعاية مصرية، فرصة أخرى للاتفاق على وقف إطلاق نار دائم لصالح جميع السكان المدنيين، يصبح نقطة انطلاق لمعالجة المظالم الكامنة لدى كلا الجانبين". وأضاف: "يواصل الأمين العام حث جميع الأطراف المعنية على العمل بشكل بناء لتحقيق هذه الغاية، وتجنب أية خطوات من شأنها أن تؤدي إلى العنف". ومضى قائلا: "الأممالمتحدة مستعدة للمساعدة في تنفيذ اتفاق من شأنه توطيد السلام، والسماح بإعادة الإعمار والتنمية، اللذين تمس الحاجة إليها في غزة. وبدأ مع بداية اليوم الإثنين بالتوقيت المحلي (21:00 ت.غ من مساء الأحد) سريان هدنة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء الأحد، إن هذه الهدنة الجديدة تهدف إلى "تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة، وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم". وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، منذ السابع من الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 1939 فلسطينياً، (تقول الأممالمتحدة في بيانها إن عددهم 1948)، وإصابة حوالي 10 آلاف آخرين بجراح متفاوتة حتى اليوم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى دمار مادي واسع في القطاع، الذي يقطنه حوالي 1.9 مليون فلسطيني. ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا (تقول الأممالمتحدة إن عددهم 67)، و3 مدنيين إسرائيليين، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت161 عسكريا، وأسرت آخر. ومنذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.