قال خبراء في مجال الطاقة بمصر إن أزمة الكهرباء التي تشهدها البلاد حاليا ترجع إلى نقص الوقود وارتفاع درجات الحرارة، كما يستبعدون علاقة جماعة "الاخوان المسلمين" التي تصنفها الحكومة المصرية بأنها " إرهابية" بالأزمة. واعتبر الدكتور فهمي البنداري استاذ القوة الكهربائية بجامعة بنها بمصر، أن السبب الرئيسي لما تشهده مصر حاليا من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي بصورة ملحوظة، يرجع إلى نقص الوقود المورد لمحطات إنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى خروج المحطات لإجراء عمليات الصيانة لها نتيجة لعدم قدرتها على تحمل الضغط لارتفاع درجات الحرارة، وفقاً للأناضول. وأكد البندارى في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول"، أن أزمة الكهرباء أكبر بكثير مما يتم تداوله عن علاقة الإخوان بقطع التيار، واصفا هذا الكلام بأنه "غير صحيح على الاطلاق". ولفت إلى أن الاعمال "الإرهابية" التي تمت خلال الفترة الماضية من استهداف ابراج الكهرباء كان لها تأثير على شبكة الكهرباء، وتم نقل الكهرباء من الأبراج التي تم استهدافها على خطوط وأبراج أخرى. وألمح أستاذ القوى الكهربائية بجامعة بنها، شمال القاهرة،، إلى أن الأعمال "الإرهابية" تم إيجاد حلول للسيطرة عليها، مما يشير إلى أن الأزمة ليست أزمة إرهاب، وإن كان يمثل خطرا على شبكة الكهرباء ،بينما الازمة الان ليست لها علاقة بالإخوان ولكن لها علاقة بمدى بتوافر الوقود. أما الدكتور محمد حسن خبير الطاقة بالمركز القومي للبحوث، فاستبعد أن تكون هناك أي علاقة بين الإخوان وما تشهده مصر حاليا من انقطاع للتيار الكهربائي، لافتاً في حالة إذا كان للإخوان يد في الأزمة الحالية، فلماذا لم يقطعوا التيار في فترات عيد الفطر الماضي؟!. وأوضح حسن، أن الأزمة هي أزمة دولة ولابد من تكاتف كل الجهود للحد من الازمة، منوها أن الأزمة لن تحل بين يوم وضحاها، فالغاز لن يتوفر خلال هذه الفترة، مؤكدا أن الحل أمام المواطن المصري هو ترشيد الاستهلاك لأن هذا هو الحل الان، ولابديل سواه. فيما كشف مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة– فضل عدم الكشف عن هويته أن اسباب انقطاع التيار الكهربائي يتلخص في عدة نقاط، هي نقص إمدادات الوقود لمحطات إنتاج الكهرباء، من قبل وزارة البترول، بسبب المحدودية في الكميات من الغاز، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة والذى يؤثر على المحطات وتحديدا مع كثرة استخدام المازوت والذى يؤدى إلى نقص القدرات التوليدية من المحطات، وخروج محطة الكريمات، جنوبالجيزة، بقدرة 1500 ميجا وات ومحطة "البوت" ببورسعيد، شمال شرق مصر. وأكد المصدر، أن ما يثار عن علاقة جماعة الإخوان بالانقطاعات للتيار التي تضرب مصر الان "عبث" لا جدوى منه، منوها أنه في حالة افتراض إن الإخوان يقدمون على أعمال تخريبية لاستهداف منشآُت الكهرباء، فأقصى ما يقومون به هو إحراق كشك أو ضرب برج فقط، وتأثيره بسيط إذا ما قورن بخروج محطة إنتاج كهرباء. وشدد المصدر ان الإخوان أو أي شخص أخر أو أي جماعة أخرى لا يستطيعون إيقاف محطة توليد ضخمة تنتج 1500 ميجا وات، لان هذه المحطات تعمل بنظام تشغيلي محكم، والمحطات مؤمنة على أعلى مستوى وتتولى قوات من رجال الجيش والشرطة المصرية تأمينها. وقال الدكتور محمد اليمانى المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء المصرية في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول"، إن انقطاعات التيار الكهربائي في مصر، يرجع إلى عده عوامل متجمعة وليس عامل واحد بعينه، مثل درجة الحرارة التي تؤثر بشكل كبيرة، ونقص الوقود وعدة عوامل أخرى. وحول ما يتردد عن ضلوع عناصر جماعة الإخوان في تلك العمليات بضربهم شبكات الكهرباء والضغط، قال اليماني ل"الأناضول" "احنا (نحن) وزارة نتعامل في الامور الفنية فقط وليست لنا علاقة بهذه النواحي"، مشيرا ان الجهات الأمنية هي من تقوم بتحديد ذلك والمشتبه بهم، وما إذا كان الإخوان متورطين في ذلك من اجل استهداف شبكات الكهرباء من عدمه، قائلا "مفيش ( لا يوجد ) إخواني عليه ختم علشان ( لكي) أعرف إذا كان ده ( هذا) إخوان أم لا". وقال اليمانى إن انقطاعات التيار الكهربائي كانت متزايدة خلال الأيام الماضية، ولكنها في طريقها للانكسار خلال الأيام المقبلة، مستطردا "الأيام القادمة ستشهد أفضل الفترات في الطاقة". وكانت مصر قد شهدت فترات ظلام متكررة وانقطاعات متوالية في الكهرباء خلال الأيام الماضية، وهو ما أرجعه عدد من السياسيين والجهات بالدولة، إلى ضلوع الاخوان في تفجير عدد من محطات الكهرباء واستهداف منشآت الطاقة من أجل احداث أعمال تخريبية. وفي مطلع الشهر الماضي، أعلن الوزير المصري رفع أسعار شرائح استهلاك الكهرباء، بنسبة تتراوح من 10 إلي 50%، لرفع الدعم عن الكهرباء بالكامل في غضون 5 سنوات، مع مراعاة البعد الاجتماعي لمحدودي الدخل.