عبر نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن "استنكاره الشديد لعمليات التهجير التي يتعرض لها السكان المسيحيين العراقيين في الموصل (شمالي العراق) نتيجة للتهديدات والممارسات الإرهابية الموجهة إليهم من قبل تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية). واعتبر الأمين العام فى بيان، اليوم، "أن إفراغ الموصل من سكانها المسيحيين هي وصمة عار لا يجوز السكوت عنها، وهي بمثابة جريمة بحق العراق وتاريخه وبحق الدول العربية والإسلام والمسلمين جميعاً". وفي روما قال بابا الفاتيكان فرانسيس الأول بعد أداء مناسك دينية اليوم الأحد "أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، لقد تلقيت بقلق الأنباء الواردة من الجماعات المسيحية من الموصل، بالعراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، حيث تعيش هذه الجماعات منذ بداية المسيحية مع مواطنيها، مقدمة إسهاما هاما من أجل خير المجتمع". وأضاف البابا في كلمته التي نقلتها إذاعة الفاتيكان الرسمية "اليوم تتعرض هذه الجماعات للاضطهاد. أخوتنا مضطهدون، يُطردون وعليهم أن يغادروا منازلهم دون أن تتسنى لهم إمكانية أن يحملوا معهم شيئا. أؤكد لهذه العائلات ولهؤلاء الأشخاص قربي منهم وصلاتي المستمرة من أجلهم. وتابع "أيها الأخوة والأخوات الأعزاء المضطهدون إني أعرف كم أنتم تتألمون، وأعرف أنكم جُردتم من كل شيء. أنا معكم في الإيمان بمن انتصر على الشر. وأدعوكم أنتم الحاضرين في هذه الساحة ومن يتابعوننا عبر شاشات التلفزة أن تتذكروهم بصلواتكم وأحثكم على المواظبة على الصلاة إزاء أوضاع الصراعات والتوترات الراهنة في أنحاء عدة من العالم لاسيما في الشرق الأوسط وأوكرانيا. واستطرد فرانسيس الأول مضيفا "ليوقظ إله السلام لدى الجميع رغبة أصيلة في الحوار والمصالحة. لا يمكن التغلب على العنف بواسطة العنف، يمكن التغلب على العنف بواسطة السلام. لنصلِّ بصمت سائلين السلام". وبدت الموصل اليوم خالية من المسيحين بالكامل بعد قيام عناصر "تنظيم الدولة الاسلامية" بإخراج جميع المواطنين المسيحيين من المدينة، وتم وضع حواجز إسمنتية على غالبية كنائسها. وقال مراسل الأناضول خلال دخوله الموصل بمحافظة نينوى شمالي العراق إن "المدينة بدأت وكأنها خالية من المسيحيين وذلك بعد انتهاء مهلة تنظيم الدولة الاسلامية لجميع المواطنين المسيحين لتركها أو إعلان الإسلامهم أو دفع الجزية". وأمهل تنظيم "الدولة الإسلامية" (الشهير بداعش) في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة أسبوع انتهى ظهر السبت، لبيان موقفهم من "الدولة"، وذلك في الوثيقة التي أصدرها وألقيت خلال خطب الجمعة في مساجد المدينة. ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين في الموصل وهي إما مغادرة المدينة، أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو إعلان الإسلام. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) بالكامل من بينها مدينة الموصل، في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار غربي العراق. فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة.