بالرغم من التعدد الديني في إيران وكثرة الطوائف بها، إلا أن لشهر رمضان الكريم أجواء خاصة من السحر والأصالة تعطي الفرصة للتقارب بين مختلف القوميات في الشهر الفضيل . وأهم ما يميز رمضان في إيران اختلاف طريقة كل قومية إحياء شعائر الشهر المعظم، ولكل إقليم أجواءه الاحتفالية التي يتميز بها. استقبال الشهر الكريم في أواخر شهر شعبان يتطوع بعض الإيرانيين لتنظيف المساجد كما تنظم الدولة مسابقات في حفظ القرآن الكريم، وطبخ الأكلات وصلاة التراويح وزيارة الأضرحة. بالإضافة إلى تسابق المراكز الدينية من المساجد والحسينيات في وضع برامج ثقافية وفكرية وعقائدية للاستعداد لشهر رمضان ولتهيئة الصائمين علي الأجواء الروحية وحث الميسورين من المسلمين على المساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وكسب المزيد من الدعم في تطوير المساجد. صوت مصري في إيران تجري العادة في الشهر الكريم بتوحيد الآذان في كافة مساجد إيران بصوت الشيخ زاده أردبيلي في حين ظهور متميز لأصوات المقرئين المصرين أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي يغرد صوته في منازل ومساجد إيران خلال الشهر الفضيل. الجراتشي المسحراتي كما هو معروف لدي مصر والدول العربية يعتبر من أهم مظاهر شهر رمضان الكريم في إيران، ويعرف باسم " الجراتشي" أو "جارجي" وينتشر وجوده في القرى والأحياء البسيطة ويختفي في المدن الكبرى. صوم رأس العصفورة تفرض الشرطة الإيرانية عقوبات مشددة علي المفطرين في نهار رمضان وغير المحجبات كما توجد عادة إيرانية تسمح للأطفال الصغار الأكل والشرب، ولكن بعد الثانية عشرة ظهرا تسمي ب "روزه کلهگنجشک" أو "صوم رأس العصفورة". الدعاء مقدس يقدس الإيرانيون الدعاء في شهر رمضان فهم يحرصون عليه في أوقات عديدة من اليوم فهناك دعاء السحر الذي تبثه الإذاعة والتليفزيون ويبدأ مع استيقاظ المسلمين لتناول السحور وينتهي عند آذان الفجر ويشارك في أدائه الصائمين. موائد الرحمن تنتشر في مدينة طهران موائد الإفطار في أكثر من 100 مسجد كبير، وهناك مشروع خيري يطلق عليه إفطار ضيوف الرحمن يسهم العديد من المتيسرين مالا في تأمين موائد الإفطار به. وتبدأ عملية توزيع الإفطار عند سماع الآذان ويتكون عادة من كوب من الماء الساخن أو الشاي، وقليل من التمر والجبن الأبيض، وشيء من الخضراوات إضافة إلى قطعة من الخبز قبل البدء بالوجبة الرئيسية للإفطار. المائدة الإيرانية تعتمد المائدة الرمضانية في إيران علي " الآشرشتة" و وهو عبارة عن حساء دسم مليء بأنواع البقوليات والمكرونة والخضراوات الورقية بالإضافة إلى شوربة ماء اللحم ويسمى "أبكوشت"، كما تحرص العائلة علي تناول الوجبة الرئيسية من الإفطار بعد ساعة من آذان المغرب. وتعتبر الأكلة الرمضانية الشعبية الأكثر شهرة في مدينة أصفهان هي "الباجة"، وهي عبارة عن لحمة رأس الخروف والهريسة وتسمى "حليم" ولا تخلو المائدة الأصفهانية من الملح والبصل، وبعد الإفطار تمتلئ المقاهي الشعبية بالعائلات والأقارب والأصدقاء لتناول الشاي والشيشة وأنواع المكسرات والتمور. جمعة القدس خصص الإمام الخميني الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم للفلسطينيين في القدس وأطلق عليه "يوم القدس" وفيه يخرج ملايين الصائمين إلى الشوارع في مسيرات منددة بإسرائيل. رمي الحجارة تختلف عادات المدن عن بعضها في رمضان ففي محافظة فارس هناك تقليد خاص لسكان شيراز حيث يقوم السكان في آخر جمعة من شهر شعبان برمي الحجارة علي الأرض ويقولون "ربنا اغفر لنا ذنوبنا ونحن تركنا أعمالنا البذيئة هكذا". وفي كرمان في الماضي في الأيام الأولي من رمضان كانت النساء وخاصة العجائز بمسح جباههن بالقهوة لمزاياها الصحية. الألعاب الرمضانية يجتمع الشباب في غالبية المناطق في إيران ليلعبون لعبة رمضانية، وهي عبارة عن انتخاب رئيس للمجموعة ويتجولون في الأزقة وطرق أبواب المنازل، ومطالبة أصحابها بالنقود والأطعمة التي تسلم لشخص يعتبر أمين الصندوق، ثم يقسموا ما حصلوا عليه فيما بينهم، وتتكرر هذه اللعبة يوميا.