منذ بداية الأسبوع الجاري وحتى الآن ، تتجدد الاشتباكات وقصف مطار طرابلس الدولي بصواريخ جراد من حين إلى آخر ؛ ما أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية بها ، ومقتل وإصابة العشرات ،وتعطل 90% من الطائرات بعد إصاباتها بقذائف صاروخية ، بجانب تعطل معظم المرافق التشغيلية للمطار. وانطلقت عملية ما يعرف " بفجر ليبيا " في 14 يوليو الحالي ، وتهدف العملية إلى تحرير المنشآت الحيوية في طرابلس وإعادتها إلى سلطة الدولة وتأمين المدينة، وتشارك في العملية قوات من 12 مدينة من بينها ( الزاوية - مصراتة - غريان - سوق الجمعة - جنزور) ، وذلك بحسب ما صرح به أحد قادة العملية عبد الحفيظ قواسم ، مشيراً إلى أن العملية مخطط لها منذ ما يقارب الثلاثة أشهر . وتقوم قوات من الزنتان بحماية مطار طرابلس الدولي منذ ثورة 17 فبراير حتى الآن. وعلى صعيد الجهود المتواصلة من أجل وقف الاشتباكات ، ناقش قادة قوات درع ليبيا (الوسطى) مقترحا لفض النزاع بين طرفي الإقتتال ، الذي يشهده مطار طرابلس الدولي منذ الأحد الماضي. وقال أحمد هدية الناطق باسم قوات درع ليبيا (الوسطى) في تصريحات صحفية اليوم ، إن " القادة العسكريين في الدرع يتدارسوا مقترحاً لفض النزاع ، بين طرفي النزاع في مطار طرابلس ، وهو أمر لا يمكن من خلاله تحديد التوقيت لعرض هذا المقترح ، خاصة وأن المعطيات على الميدان متسارعة ، ولا يمكن التنبؤ بها بشكل دقيق". وأضاف هدية قائلا " الهدف من اضطلاع درع الوسطى بدور الطرف الذي يفض النزاع ، هو لرغبته في إيقاف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد ، وبالتالي عودة المطار إلى وضعية تمكن من عودة المسافرين الليبيين العالقين في مطارات الخارج" . وكانت الحكومة الليبية قد كشفت عن مناقشتها لخيارات طلب المساعدة الدولية في فرض الأمن ، بعد تفاقم الاشتباكات الأخيرة في طرابلس. وذكر بيان لقيادات مصراتة اليوم الخميس، أن " ما يجري في مدينة طرابلس سواء في المطار أو في المواقع الأخرى من قتال ، هو معركة بين ثوار السابع عشر من فبراير الذين تحركوا من كل المدن الغربية لحماية الثورة ، وانقاذ ليبيا من فلول النظام السابق ، من اللواء 32 معزز "وكتيبة محمد" تحت مايسمي بلواء القعقاع والصواعق ومن تحالف أو تآمر معهم ، وليس كما يصوره المضللون أنه قتال بين مدينتين أو قبيلتين لأجل الاستحواذ على طرابلس وبالتالي على السلطة". وشدد البيان على أن " ثوار مصراتة مع كل ثوار ليبيا لن يسمحوا بسرقة الثورة وعودة ليبيا إلى النظام السابق تحت اي ذريعة أو مسمى ، وإن ما يجري من قتال أو نزاع خاصة في طرابلس ، هو شأن ليبي نرفض التدخل الأجنبي فيه سواء من الدول الشقيقة أو الصديقة إلا بالنصيحة المخلصة ، ونستنكر بشدة تصريحات الحكومة في امكانية الاستعانة بالأجنبي وتدويل الخلافات الليبية –الليبية " . من جانبه ، قال مدير مصلحة الطيران المدني نصر الدين شايب إن قرار نقل الرحلات الجوية إلى مطارات أخرى راجع إلى شركات الطيران ، ويعتمد على مدى التنسيق بينها وبين المطارات. وأضاف أنه تبع قرار إغلاق المطار إغلاقُ الممرات الجوية بين المنطقة الغربية والدول المجاورة بسبب إخلاء مركز التحكم بحركة الطيران وتوقفه عن العمل ، قبل أن تعلن وزارة المواصلات ومصلحة الطيران المدني فتح الملاحة الجوية من جديد في إقليم طيران طرابلس والذي يشمل مطاري مصراتة ومعيتيقة ابتداء من مساء الثلاثاء من الأسبوع الجاري. وبدوره، أعلن مدير مطار معيتيقة الليبي أبوبكر أبوحميدة استئناف الرحلات الدولية بمعيتيقة، مفيدًا بأن المطار استقبل أمس الأربعاء رحلتين إحداهما قادمة من العاصمة الأردنية عمّان على متن طائرة تابعة للخطوط الأفريقية، والأخرى قادمة من العاصمة التركية إسطنبول قامت بها الخطوط الليبية. وقال أبوحميدة في تصريحات صحفية ، إن ثلاث رحلات للخطوط الأفريقية غادرت أمس الأربعاء إلى إسطنبول واثنتين إلى تونس، مشيرًا إلى جاهزية المطار لاستقبال الرحلات الدولية وتأمين مغادرتها، بعد توقفها من مطار طرابلس الدولي. و دعا مجلس أعيان وحكماء طرابلس الكبرى جميع الأطراف إلى إيقاف الاقتتال فوراً، والجلوس معاً لحل كل المشكلات العالقة، وتغليب مصلحة الوطن العليا. وطالب المجلس الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني العام بالإسراع في اتخاذ تدابير ترتقي إلى مستوى التحدي الحالي، محملاً وزارتي الدفاع والداخلية ورئاسة الأركان العامة المسؤولية عما يجري في العاصمة. من جهته، حث مجلس طرابلس المحلي جميع الأطراف على حقن الدماء، وضرورة إخلاء العاصمة تنفيذاً لقراري المؤتمر الوطني رقمي 27 و 53. وعلى المستوى الدولي ، عبر مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن قلق البعثة البالغ من الاشتباكات العنيفة الأخيرة بطرابلس . وحث مان - في بيان صحفي - جميع الأطراف على وقف العنف فوراً والدخول في حوار هادف، مؤكداً في الوقت نفسه أن معالجة الخلافات السياسية لا تكون إلا من خلال حوار سياسي بعزيمة جديدة .