توصل فريق من العلماء البريطانيين إلى أن تناول عقاقير علاج التهاب المفاصل قد توقف تطور مرض الزهايمر، حيث لوحظ أن تناول الحقن الأسبوعية المعالجة لالتهاب المفاصل "إيتانرسبت" المعروفة، توقف تطور مرض الزهايمر على مدى فترة ستة أشهر. وأوضح الباحثون أن العقار الأشهر المستخدم في علاج التهاب المفاصل، قد يصبح العقار الأول لوقف تطوير مرض الزهايمر، وفقاً لما نشرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط". وقد اكتشف العلماء في جامعة "ساوثهامبتون" البريطانية، أن حقن "إيتانرسبت"، والتي عادة ما تعطى أسبوعياً للتخفيف من أعراض التهاب المفاصل، وجد فاعليتها في وقف ازدياد حدة أعراض مرض الزهايمر وخرف الشيخوخة. وعلى الرغم من مشاركة نحو 41 شخصاً فقط في الدراسة التجريبية، يأمل العلماء أن تتوصل التجارب السريرية إلى نظرية ملموسة، لتطوير استراتيجية علاجية فعالة لتخفيف حدة مرض العصر. وقال البروفيسور كليف هولمز أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة "كوبنهاجن"والمشرف على تطوير الأبحاث، إن النتائج المتوصل إليها هى أفضل مما كنا نتوقع. وقد أعطى المشاركون سواء حقن الدواء أو عقار زائف من المياه المالحة أسبوعياً لمدة ستة أشهر، ليتم تقييمهم فيما يتعلق بوظائف الذاكرة والقدرة على تنفيذ المهام اليومية والسلوكية. وأظهرت النتائج أن الذين تناولوا حقن عقار "إيتانرسبت" لم تتدهور حالتهم الصحية لنحو ستة أشهر، مقارنة بالمرضى الذين تناولوا عقاراً زائفاً، حيث لم تنخفض الأعراض المرضية. ويعمل عقار "إيتانرسبت" من خلال امتصاص والتخلص من بروتين في الدم يسمى "TNF Alfa" الذي يتم تحريره من قبل خلايا الدم كجزء من استجابة الجسم للالتهابات. كما أظهرت الأبحاث بالفعل أن مرضى الزهايمر الذين لديهم مستويات عالية من البروتين النشط، انخفض في الدم بمعدلات أسرع مع العقار المعالج لالتهابات المفاصل ليصل إلى أدنى مستوى له. يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه نحو 827 ألف شخص من مرض الزهايمر في بريطانيا، بينما 23 مليون بريطاني لديه صديق أو أحد أفراد أسرته يعاني من هذا المرض اللعين، فضلاً عن ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى والتي تلقي بمزيد من الأعباء على كاهل الاقتصاد البريطاني بأكثر من 23 مليار جنيه إسترليني سنوياً، وهو ما يفوق تكاليف الرعاية الصحية لمرضى السرطان والقلب مجتمعين.