اتفق محللون وباحثون في الشأن الفلسطيني على ان الصواريخ التي اطلقت من جنوبلبنان باتجاه اسرائيل اليوم الجمعة تحمل "رسائل خارجية محدودة" تنذر بإمكان "اشتعال جبهات" اخرى في حال تصاعدت الحرب على القطاع، ولفتوا الى ان حزب الله لا يريد فتح جبهة جديدة لكن تطور الامور يتوقف على رد الفعل الاسرائيلي. واستبعد المحلل السياسي القريب من اوساط "حزب الله" قاسم قصير في حديث ل "الاناضول"، ان يكون الحزب "وراء اطلاق هذه الصواريخ" من جنوبلبنان تجاه اسرائيل فجرا، لانه "لا يتصرف بهذه الطريقة". وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن جهة مجهولة أقدمت فجر اليوم على إطلاق 3 صواريخ من جنوبلبنان باتجاه شمال إسرائيل، مشيرا الى أن القوات الإسرائيلية قامت على الأثر بإطلاق 25 قذيفة مدفعية على خراج إحدى البلدات اللبنانية دون وقوع إصابات. واضاف قصير انه "حتى الآن فلا معطيات توضح الجهة التي نفذت العملية لكن يبدو انها غير محترفة". ورأى أن هذه العملية تؤشر الى انه "لا يمكن ضبط الجبهات الاخرى في لبنان والجولان اذا استمر الوضع في غزة يأخذ منحى تصاعديا"، مشددا على انه حين تتأزم الامور في المنطقة فإن لبنان يتأثر سواء كان ذلك في سوريا او العراق او فلسطين. واوضح قصير انه "اذا تطورت الامور الى حرب برية في غزة مثلا فإنه لا يمكن ضبط الامور"، خصوصا مع وجود "عدد كبير من المجموعات اللبنانيةوالفلسطينية في لبنان متعاطفة مع القضية الفلسطينية، وبعضها تابع للقاعدة مثل "كتائب عبدالله عزام" التي سبق وتبنت عمليات ضد قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام في جنوبلبنان "اليونيفيل" واسرائيل، من دون ان يعني ذلك "وضعها في دائرة الاتهام بتنفيذ عملية اليوم". من جهته، قال الباحث في الشؤون الفلسطينية صقر ابو فخر في حديث ل "الاناضول"، ان "حزب الله يقفوراء عملية اطلاق الصواريخ حتى لو لم تكن المجموعة التي نفذت العملية من عناصره بل تابعة لحماس على سبيل المثال". وشدد ابو فخر على ان "هكذا عملية لا يمكن ان تتم من دون موافقة حزب الله والاتفاق معه بهدف ايجاد نوع من الضغط على اسرائيل"، موضحا في الوقت نفسه ان ما حصل "قد يتكرر لكنه ليس سوى رسالة محدودة القيمة والاثر موجهة لاسرائيل بهدف رفع المعنويات في غزة". واعتبر ان "حزب الله" لا يريد فتح جبهة قتالية في الجنوب لكن تطورات الامور "تبقى بيد اسرائيل نفسها التي لا تكاد تذكر خسائرها حاليا ولكن من يقدر ردة فعلها اذا بدأت تفقد اعدادا من القتلى؟". وشرح انه في هذه الحالة فإن اسرائيل لن تكتفي بالرد الذي قامت به اليوم والذي "يبقى ضمن شروط اللعبة او ما يسمى قواعد الاشتباك"، موضحا انه "اذا تطورت الامور في غزة نحو المزيد من العنف الميداني فهناك احتمالات اخرى في جنوبلبنان والجولان". واردف انه عندها "سترد اسرائيل بغارات جوية عنيفة وسيقوم حزب الله بدوره باطلاق صواريخه بعيدة المدى ما يفتح الباب على مواجهة مفتوحة".