نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالا تناولت فيه التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، وتبعات القصف الجوي الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت "الفايننشال تايمز": "إن على الإسرائيليين والفلسطينيين الالتزام بضبط النفس، والانتباه إلى مخاطر انفجار انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية إذا استمر التوتر على ما هو عليه، أو تفاقم بفعل احتقان الأجواء". وتذكر الصحيفة حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال" بي بي سي"، أن التوتر ازداد بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة في الضفة الغربية، بعد مقتل ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة. وقد اتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء عملية القتل، ولكن حماس لم تتبن ذلك، ثم اشتد الاحتقان بعدما عثر على فتى فلسطيني مقتولا في القدسالشرقية، ويعتقد أن الذين قتلوه أرادوا الانتقام لمقتل المستوطنين الثلاثة، وقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ستة يهود يشتبه في أنهم ضالعون في عملية القتل. وبعدها تحول التركيز إلى قطاع غزة، الذي أطلقت منه صواريخ على جنوبي إسرائيل، وردت إسرائيل على ذلك بعملية عسكرية شملت قصفا جويا وبحريا. وتقول "الفايننشال تايمز": "إن غياب الحوار بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ينذر بتفاقم الوضع أكثر، واندلاع مواجهات أقوى وأوسع". وأشارت الصحيفة إلى توقف مفاوضات السلام التي رعتها الولاياتالمتحدة، بسبب اعتراض الفلسطينيين على مواصلة حكومة نتنياهو سياستها الاستيطانية، واعتراضها على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي تضم حركة حماس. وأضافت "الفايننشال تايمز" أن نتنياهو يعتقد أن قبضته الحديدية على الضفة الغربية تسمح له بعرقلة المفاوضات على مبدأ الدولتين كيفما شاء، ولكن هذا ليس في مصلحة إسرائيل على المدى الطويل. وختمت الصحيفة المقال بالقول: "إن إسرائيل تقول إنها دولة يهودية وديمقراطية ولكن ذلك يتناقض مع سيطرتها على مليوني ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، لا يتمتعون بحقوق مدنية كاملة ويعيشون تحت نظام عسكري".