عرضت مواقع مقربة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الانترنت صوراً ومقطع فيديو لأبو بكر البغدادي الذي أعلنه التنظيم الأسبوع الماضي "خليفة للمسلمين"، وهو يخطب في مدينة الموصل بمحافظة نينوى، شمالي العراق. وظهر في الصور ومقطع الفيديو، البغدادي وهو يرتدي رداءاً وعمامة سوداء اللون ويعتلي منبر المسجد ويلقي خطبة صلاة الجمعة أمام المصلين التي ركزت على شهر رمضان وأهمية تحكيم شرع الله والتحاكم إليه والذي "لا يقوم إلا ببأس وسلطان"، على حد قوله. كما تطرق زعيم التنظيم إلى إعلان الخلافة الأخير وتنصيبه "إماماً"، واعتبر نفسه قد ابتلي بهذا "الأمر العظيم والأمانة الثقيلة". ويأتي عرض الصورة ومقطع الفيديو بعد تقارير إعلامية تحدثت عن إصابة زعيم التنظيم بجروح بليغة، الخميس الماضي، جراء غارة شنها الطيران العراقي على مدينة القائم بمحافظة الأنبار الحدودية مع سوريا ، كما أنه الظهور العلني الأول للبغدادي منذ توليه زعامة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عام 2010، ومن بعدها إعلان تأسيس "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والتي تغير اسمها إلى "الدولة الإسلامية" بعد إعلان الخلافة . في سياق متصل، قال شهود عيان في الموصل، إن البغدادي أدى صلاة الجمعة في جامع النوري الكبير غربي المدينة وسط حراسة مشددة من مقاتليه. وقال الشهود إن البغدادي حضر إلى المسجد برفقة أكثر من 70 مسلحا، بينما فرض مسلحون آخرون حراسة مشددة على الجامع، وأضاف الشهود بأن مرافقي البغدادي قاموا بسحب الهواتف النقالة من المصلين ومنعوا التصوير خلال أداء الخطبة وحضور البغدادي. وكانت شبكات الاتصالات على الهواتف النقالة قطعت في عموم محافظة نينوى، أمس الجمعة، ولمدة ساعات تزامناً مع حضور البغدادي لخطبة الجمعة ثم أعيدت بعد ذلك، حسب سكان محليون. وذكر مصدر أمني عراقي، الأربعاء الماضي، أن البغدادي الذي أعلنه تنظيم الدولة الإسلامية "خليفة للمسلمين"، انتقل من مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين إلى مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمال). وقال المصدر إن انتقال البغدادي جاء بعد توغل وحدات خاصة من قوات النخبة (قوات عراقية خاصة) الى داخل مدينة تكريت في إطار خطة أمنية واسعة لاستعادة السيطرة عليها عقب سقوطها بأيدي عناصر مسلحة قبل أسبوعين.