رأي القدس أخيراً تنبهت الأممالمتحدة الى الجرائم التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية في حق المواطنين العرب داخل ما يسمى بالخط الاخضر، وكشفت في تقرير لها نشر يوم امس ان قرابة تسعة آلاف فلسطيني يعيشون في القدسالشرقيةالمحتلة يواجهون خطر تدمير منازلهم على ايدي قوات الاحتلال. التقرير الأممي يتحدث عن قرار اسرائيلي بهدم 1500 منزل، اصدرت الحكومة الاسرائيلية احكاماً 'قضائية' بهدمها، صادقت عليها المحكمة العليا للأسف الشديد تحت ذريعة عدم حصول اصحابها على تصاريح بناء، وهي تصاريح يعتبر الحصول عليها من سابع المستحيلات. اسرائيل أقيمت على ارض فلسطين منذ حوالي ستين عاماً، والمنازل المذكورة كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بعقود، وبعضها موثق في السجلات الخاصة بالامبراطورية العثمانية. وتفيد الاحصاءات ان ما لا يقل عن 28 في المئة من بيوت العرب في القدسالمحتلة بنيت دون الحصول على تصاريح بناء من الدولة العبرية، وهذا يعني انها مهددة بالهدم في أي لحظة. معاهدة جنيف بشأن أسرى الحرب تحرم اجراء أي تغييرات على الارض من قبل سلطة الاحتلال، وحفظ حقوق المواطنين وتوفير كل الخدمات الأمنية والصحية والطبية والتعليمية والبلدية لهم، ولكن الحكومة الاسرائيلية التي تستمد شرعية اغتصابها لفلسطين من قرار دولي ترفض الالتزام بهذه المعاهدة او أي معاهدة دولية أخرى. الولاياتالمتحدةالامريكية التي تستضيف المنظمة الدولية على أرضها، وكانت من الدول الاولى الموقعة على ميثاق نشأتها، غزت العراق تحت ذريعة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وعدم احترام نظامه السابق لهذه القرارات، ولهذا من المفترض ان تتصدى ادارتها الجديدة لعمليات الهدم هذه، ولكن هذا لم يحدث مطلقا. السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية زارت القدسالمحتلة، واخذت علما بقرارات الهدم الاسرائيلية هذه، ولكنها اكتفت بالقول بانها، اي قرارات الهدم، 'غير مفيدة'، مما قد يشجع الحكومة الاسرائيلية للمضي فيها قدما دون اي خوف من غضب امريكي او عقوبات دولية. اسرائيل بمثل هذه الاجراءات التعسفية تباشر ابشع انواع التطهير العرقي، وفي وضح النهار، مدعومة بتواطؤ امريكي اوروبي، وهو امر لا يجب الصمت عليه بسبب تداعياته الخطيرة على اكثر من مليون ومئتي الف عربي في المناطق المحتلة عام 1948. تحرك الاممالمتحدة على ضعفه تجاه هذه المسألة سابقة مهمة يجب ان يتم البناء عليها عربيا للتصدي لعمليات تفريغ المدينة المقدسة من اهلها العرب، بعد مصادرة اراضيهم ومحاصرتهم من خلال سلسلة من المستوطنات. ابناء الارض دافعوا عن ارضهم بكل الطرق والوسائل، وواجهوا الرصاص الاسرائيلي بصدورهم العامرة بالايمان، تماما مثلما دافعوا عن الاماكن المقدسة بالطريقة نفسها، ولكن تظل قدراتهم محدودة في مواجهة آلة القمع والارهاب الاسرائيلية الجبارة، ولا بد من وقفة عربية واسلامية الى جوارهم.