قال رئيس الوزراء البريطاني، "ديفيد كاميرون": "أحيانا، نضطر لخسارة معركة من أجل الفوز بحرب كاملة"، وذلك في أول تعليق له بعد ترشيح قادة الاتحاد الأوروبي، رئيس وزراء لوكسمبورج السابق، والرئيس السابق لمنطقة اليورو، "جان كلود يانكر"، لرئاسة المفوضية الأوروبية، بالرغم من المعارضة الشديدة لبريطانيا. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي، الذي عقده المسؤول البريطاني، عقب انتهاء القمة الأوروبية التي انعقدت، اليوم، في مدينة بروكسل البلجكية، لترشيح شخصية جديدة لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية والذي فاز به "يانكر" الذي عارض ترشيحه "كاميرون" بشدة وبشكل واضح، منذ بداية الحديث عن ترشيحه. وأضاف "كاميرون": "ربما نكون قد خسرنا المعركة، لكن الطريق المتبع خاطئ. وأنا لم أُغير رأي مطلقا، في حين أن البعض يغيرون أرائهم بكل سهولة"، واصفا اليوم الجمعة ب "اليوم السيء بالنسبة لأوروبا" لاقتراح ترشيح "يانكر" لرئاسة المفوضية الأوروبية. وأشار إلى أن الجهة التي يتعين عليها ترشح شخص لهذا المنصب، هو مجلس أوروبا، وليس برلمانها، مضيفا "لكن علينا أن نقبل بالنتيجة، ونحن مستعدون للعمل مع رئيس المفوضية كعادتنا دائما، بهدف الحفاظ على مصالح بريطانيا". وأعرب عن حزنه لخسارته في عملية التصويت التي تمت بشأن "يانكر"، معلنا رفضه الاتهامات التي وجهت له، بشأن فشله في تكوين تحالفات من أجل الفوز. كما لفت إلى أنه شعر بأسى بالغ لوجود المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ضمن الجبهة المعارضة له، موضحا أنه بات من الصعب الإبقاء على بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي "بعد إصلاحه". واقترح قادة الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق اليوم، تعيين رئيس وزراء لوكسمبورج السابق، والرئيس السابق لمنطقة اليورو، "جان كلود يانكر"، لرئاسة المفوضية الأوروبية. ورشح حزب الديمقراطيين المسيحيين "يونكر"، الذي يعتبر من الأسماء الهامة، والأكثر خبرة في الساحة السياسية الأوروبية، خلال انتخابات البرلمان الأوروبي التي أجريت بين 22-25 مايو الفائت، لرئاسة المفوضية الأوروبية. وقررت التيارات السياسية السائدة في البرلمان الأوروبي دعم "يونكر"، بعد النصر الذي حققه في انتخابات حزب الديمقراطيين المسيحيين، في حين عارضت بريطانيا منذ البداية اختياره، بحجة أنه اسم غير مناسب للاتحاد الأوروبي الذي يحتاج إلى الإصلاح، إذ أيدت المجر فقط بريطانيا في قرارها هذا. ووقفت 26 دولة إلى جانب يونكر في التصويت، الذي أجراه زعماء الاتحاد الأوروبي، بينما عارضته كل من بريطانيا والمجر. وعقب اقتراح يونكر من قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمته، يتوجب أن يحصل على أكثر من 50% من أصوات الأعضاء في البرلمان الأوروبي من أجل تعيينه رئيساً للمفوضية، والذي يعني ضرورة أن يحصل على 376 صوتاً من أصل 751 في البرلمان الأوروبي.