قال عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن الرئيس الشرعي للبلاد هو عبد الفتاح السيسي والحديث عن شرعيه مرسي بات غير منطقي لأن مرسي منذ وضعه في السجن بات مسلوب الإرادة وبالتالي تسقط ولايته. وأكد الزمر الذي شارك في فتوى قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادت من قبل في بيان نشر على أحدى الصفحات الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، أن "الأسير لا يقود والجريح لا يقرر"، وتابع الزمر أنه إذا وقع الأمير أو الرئيس في الأسر ومُنع من مزاولة سلطاته فإنه يتم انتداب من يقوم مقامه حتى يرجع، فإن لم يتمكن أحد من إنقاذه فإن الواجب هو اختيار رئيس جديد وليس ترك الأمر فوضى لخطورة ذلك على مستقبل الوطن". وأضاف الزمر أن "الرئيس المعزول لا يمكنه القيام بمهامه ولا يصح له أن يتدخل في إدارة المواقف بأي صورة كانت، فالأسير دائمًا تحت ضغط نفسي يجعل قراراته بعيدة عن الصواب, ونفس الحالات تتكرر مع القائد الجريح في المعركة فلا يسمح له بالاستمرار بل يتم إخلاؤه على الفور". رأي الزمر، وهو القيادي البارز في الجماعة الإسلامية والذي دافع دائما عن أفكارها، لم يتوافق هذه المرة مع الرأي الرسمي الصادر عن الجماعة، ففي بيان رسمي أصدره المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أكدت الجماعة وهي عضو في تحالف دعم مرسي، أن موقفها الواضح والمعلن هو ما وصفته ب" المعارضة السلمية" للنظام الحالي. مشددة على أن رأي قياديها البارز "يعبر عن وجهة النظر الشخصية له أما الموقف الرسمي للجماعة فلا يعبر عنه سوى البيانات الرسمية الصادرة عنها". يبرر الزمر، رأيه الذي تناوله في المقال بأنه سبق وحذر من خطورة الاستمرار في الصراع الدائر دون وجود حل سياسي، إلا أنه جاءته بعض المعاتبات بسبب حديثه عن المصالحة ودماء المعتصمين في "رابعة" و"النهضة" لم تجف". يستدرك الزمر، والذي لم يشارك في اعتصامي رابعة والنهضة، علي عكس عدد أخر من قيادات الجماعة كان له ظهور شبه يومي من خلال منصة اعتصام رابعة وفي مقدمتهم ابن عمه الدكتور طارق الزمر، والمهندس عاصم عبد الماجد، قائلا: "وهل هناك استعمال للصلح ورأب الصدع إلا في مسألة الدماء، فمن ثبت أنه قتل أحدًا حوسب, أما من سقط دون أن يدري أحد من هو قاتله فله دية كاملة من خزانة الدولة سواء كان مواطنًا أو جنديًا في الجيش أو الشرطة فكل هؤلاء دماؤهم معصومة لا يجوز استهدافها". وهنا يوجه عبود الزمر اللوم لجماعة الإخوان المسلمين، لأنهم بحسب ما جاء بالمقال، "مشغولون في أمور لا تصب في الاتجاه الصحيح"، كما يقول، ولعدم الاستجابة لدعوته مرارًا ب "وجوب تقويم تجربة الإخوان لمعرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى نزع السلطة على هذا النحو السريع وفقدان مواقع كثيرة على مستوى العمل النقابي أو الاجتماعي ودخول أعداد كبيرة من الإخوان إلى السجون". ينتقد الزمر، ذو الخلفية العسكرية فهو ضابط سابق بالقوات المسلحة وشارك في حرب أكتوبر 73، قرار تحالف دعم مرسي، بمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها الرئيس السيسي يوم 18 يوليو المقبل، معتبرا أن المقاطعة ستضيف سلبية كبرى على الأداء التنظيمي للتحالف عامة والإخوان بشكل خاص. وتابع مشدداً على ضرورة أن تعيد جماعة الإخوان "هيكلة الأوضاع وتتخلى عن الصدارة لأن العقوبات المتلاحقة التي نشاهدها تحل بالإخوان تحتاج إلى تعديل لقواعد الانطلاق". وبحسب عبود الزمر، فإن "الإخوان تتهرب فيما أعلم من إجراء تقويم حقيقي بل تجدهم من حين لآخر يلقون بأسباب الفشل على غيرهم دون أنفسهم، وهو خلل منهجي لابد من معالجته فقيادة الإخوان مابين أسير وجريح تجعل الإنسان غير قادر على الاختيار الصحيح".