ركاب الحافلات الصغيرة (ميني باص) في جنوب أفريقيا، يمكنهم الآن تصفح شبكة الإنترنت مجانا، بينما ينتظرون لركوبها، وأثناء السفر إلى وجهاتهم المختلفة، وذلك بفضل إطلاق شبكات "واي فاي" (تقنيات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت) مجانية. "بريشس نتابيسغ" وهو من سكان منطقة "سويتو" في مدينة جوهانسبرج بولاية غاوتينغ (شرق)، قال لوكالة الأناضول: "أنا سعيد أنني يمكنني مراجعة رسائل البريد الإلكتروني، والرد على الأمور المتعلقة بالعمل". وكانت جمعية التاكسي الوطنية في جنوب أفريقيا (سانتاكو) أبرمت شراكة مع شركتي "تلكوم موبايل"، و"واي تاكسي" لتوفير خدمات "واي فاي" مجانية داخل الحافلات الصغيرة ومحطات التاكسي سيارات الأجرة). وستوفر "تليكوم"، وهي شركة اتصالات، خدمة الاتصالات، أما "واي تاكسي"، وهي شركة موثقة تهدف إلى توفير خدمة الإنترنت اللاسلكية لعامة الشعب، ستكون المسؤولة عن البنية التحتية. وستشهد المرحلة الأولى من المشروع الذي أطلق الخميس الماضي في سويتو، تزويد 1500 سيارة أجرة (حافلة صغيرة)، و50 موقف (محطة) في مختلف أنحاء البلاد بخدمة "واي فاي" مجانية. فيما تشهد المراحل التالية الآلاف من عمليات توفير الاتصالات (خدمات الإنترنت) الشهرية في جميع أنحاء البلاد، وستحمل سيارات الأجرة التي توفر خدمات الإنترنت المجانية للركاب علامات "واي فاي". ولاستخدام هذه الخدمة، سيحتاج الركاب إلى تسجيل بيانات هواتفهم الجوالة داخل سيارات الأجرة، علاوة على التأكد من أن هواتفهم مزودة بتقنية "واي فاي"، وضبط إعدادات الهواتف من أجل الحصول على الخدمة. الحافلات الصغيرة هي أكثر وسائل النقل شعبية في جنوب أفريقيا، ويستخدمها أكثر من 15 مليون شخص لنقلهم من منازلهم إلى العمل والمدارس وغيرها من الوجهات يوميا. ومن جانبه طمأن رئيس "سانتاكو"، فيليب تايبوش، الركاب بأن الخدمة الجديدة لن تؤثر على أجرة النقل. وقال في مقابلة بثت على تلفزيون الحكومي: "الخدمة مجانية ولن تؤثر حتى في المستقبل على أجور سيارات الأجرة". وأوضح أن الخدمة ستوفر للركاب باقة شهرية مجانية تتضمن 50 ميجا بايت من (تحميل) البيانات، ولكن عند انتهاء الباقة سيحتاجون لشراء المزيد من البيانات بتكلفة منخفضة سترسلها لهم شركة "تلكوم". وفي المقابل، اعتبر العديد من الركاب في جنوب أفريقيا أن خدمة تصفح الإنترنت المجانية، ستكون ذات فائدة كبيرة ولا سيما في أوقات الاختناقات المرورية الشديدة. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال أحد الركاب رافضا الكشف عن هويته: "صباح أيام الإثنين، وأمسيات أيام الجمعة عادة ما يكون هناك ازدحام مروري شديد". وأضاف: "لذا، سأنشغل بتصفح الإنترنت لتجنب ملل ازدحام المرور". لكن "برينس جابو"، وهو من سكان بلدة يناسيا جنوب سويتو، يرى جانبا سيئا في هذه الخدمة الجديدة. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال "جابو": "أعتقد أن إدخال خدمة واي فاي المجانية في سيارات الأجرة (الحافلات) تقتل المشاعر (التواصل بين الركاب) داخلها، وذلك لأن الناس عادة ما يجرون محادثات في سيارات الأجرة، وربما يبدأون صداقات جديدة". وأضاف: "لكن إذا كان كل راكب مشغول في هاتفه (الجوال) كيف سيتحدث إلى الراكب بجواره". وأعرب "جابو" أيضا عن قلقه من أن بعض الناس ربما تفوتهم محطاتهم ويبعدون عن وجهاتهم لأنها سيكونون مشغولين بتصفح الشبكة". وفي ذات السياق، أعرب راكب آخر، يدعى محمد بهاي، عن مخاوفه من أن علامة "واي فاي" (على الحافلات) ربما تجتذب اللصوص الذي يستهدفون الركاب من حاملي الهواتف باهظة الثمن. وقال في حديث لوكالة الأناضول: "تقديم هذه الخدمة فكرة تجارية جيدة، ولكن تخيل إذا كان هناك مجرمون داخل سيارة الأجرة، ربما يترجل معك في نفس الوجهة (المحطة) لكي يسرق الهاتف". (أعده للنشرة العربية أحمد محمود)