مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم فى البرازيل تتركز كافة الأنظار على أعظم نجمين فى العالم فى السنوات الاخيرة وهما الأرجنتيني ليونيل ميسى صاحب الكرة الذهبية أربع مرات، والبرتغالى كريستيانو رونالدو الفائز باللقب مرتين، ويثور التساؤل عما إذا كان النجمان سوف يدونان اسميهما بين عظماء اللعب الخالدين على مر العصور. ومما يزيد هذه التساؤلات أن هذه البطولة هى الثالثة لكل منهما ولم ينجحا فى البطولتين السابقتين فى قيادة منتخبى بلديهما الى منصات التتويج او حتى للمربع الذهبى، وبالتأكيد فإن المهارة والحاسة التهديفية ليسا هما من يبعدا اللاعبين عن قائمة الخالدين مثل بيليه وومارادونا او حتى زين الدين زيدان ويوهان كرويف ولكن عدم تحقيقهما انجازا كبيرا حتى الآن مع منتخبى الارجنتينوالبرازيل سواء على مستوى كأس العالم او البطولة القارية. وفى المقابل فإن مارادونا على سبيل المثال حقق انجازا فريدا فى كأس العالم عام 1986 حين سميت بطولة المكسيك باسمه وقاد منتخب الارجنتين للفوز باللقب للمرة الثانية ، أما بيليه فقد حقق الانجاز ثلاث مرات خاصة عامى 1958 فى بداياته حين كان عمره 17 عاما ، وفى عام 1970 فى المكسيك ايضا حين كان صاحب بصمة مميزة فى فوز منتخب السامبا باللقب الثالث فى تاريخه. ونفس الامر ينطبق على زين الدين زيدان الذى كان نجم نجوم منتخب فرنسا فى مونديال عام 1998 وصاحب هدفين من ثلاثة فى المباراة النهائية امام البرازيل ، بينما قاد كرويف جيل الطواحين الهولندية صاحب الكرة الشاملة الى المباراة النهائية امام المانياالغربية عام 1974 ، ولولا سوء الحظ لكان الفوز حليف المنتخب البرتقالى الذى حاصر منتخب المانشافت فى نصف ملعبه فى الشوط الثانى من اللقاء الذى انتهى بفوز موللر وبوكنباور ورفاقهما بالللقب الثانى للالمان. واليوم وبعد أن حقق ميسى ورونالدو كل شئ يمكن أن يحققه اى لاعب على مستوى اللعب للاندية سواء ميسى مع برشلونه او رونالدو مع ناديى مانشستر يونايتد وريال مدريد ، فإنه يبقى أن يحققا انجازا مماثلا او قريبا من ذلك مع منتخبى بلديهما خاصة مع اعتراف الجميع بأنهما النجمين الابرز على الساحة الكروية على مدى السنوات الاخيرة بلا منازع. وإذا كان البعض يعلق على عدم تقديم نفس المستوى من الانجاز على مستوى المنتخب الى نوعية اللاعبين فى نادييى ريال مدريد وبرشلونه التى تفوق زميلى رونالدو وميسى فى منتخبى بلديهما فهذا ليس مبرر كافى لعدم ظهورهما بالمستوى الرائع المعتاد مع نادييهما. وبالنظر الى مشاركتهما السابقة فى المونديال يمكن ان نرى انه على مدى 571 دقيقة لعبها ميسى فى نهائيات كأس العالم فإنه لم يسجل سوى هدف واحد ، بينما اكتفى الدون رونالدو بتسجيل هدفين فقط على مدى 754 دقيقة لعبها فى النهائيات. وعلق الانجليزى جارى لينيكر هداف كأس العالم على ذلك فى تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية قائلا "حتى تصبح من العظماء فى تاريخ الكرة يجب أن تحفر اسمك فى تاريخ كاس العالم خاصة لو كنت تلعب فى منتخب على مستوى الارجنين او المانيا او نجلترا وإن كان ليس من الضرورى أن تفوز به". ومما يزيد من العبء على النجمين ميسى ورونالدو انهما يخوضان النهائيات للمرة الثالثة وبينما حرم بعض من افضل لاعبى العالم على مدار التاريخ من فرصة المشاركة فى النهائيات ولو لمرة واحدة مثل جورج بيست والفريدو دى ستيفانو ووجورج ويا فإن الفرصة تعود مجددا لكليهما ليحقق شيئا كبيرا فى البطولة التى تنطلق بعد يومين. وفى النهاية يتعين على العالم أن ينتظر ويترقب ما يمكن أن يقدمه البرغوث ميسى والدون رونالدو فى البرازيل وما إذا كانا سيتمكنان من انتهاز الفرصة القادمة لكتب اسميهما بين الخالدين ام أن العالم سيمنى بخيبة امل جديدة من مستوى أداء اللاعبين ملاعب البرازيل.