تعتبر السكك الحديدية في مصر من أقدم الخطوط في العالم، وهي الأولى في منطقتي أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية بعد انجلترا. وتختلف القطارات في مصر عنها في الدول الأخرى من ناحية المميزات والعيوب ومدى التحديث والإحلال والتجديد الذي يطولها من حين لآخر. السكك الحديدية في الدول الغربية تفوقت عن مثيلاتها في مصر والشرق الأوسط بسبب التقدم التكنولوجي والحداثة العلمية والتطوير الذي لحق ووصلت إليه تلك الدول. في سياق التقرير التالي نعرض أهم الفروق بين قطارات السكك الحديدية في مصر، ومثيلاتها في دول الأوروبية من حيث العيوب والمميزات التي تمتز بها كل منهم. في مصر.. قطارات الفقراء أكثر إهمالا تظهر سلبيات قطارات السكك الحديدية المخصصة للفقراء في مصر، بسبب سوء نظافتها وأبوابها المعطلة ونوافذها المحطمة، واختفاء عمال النظافة أثناء الرحلة بالإضافة إلى تأخر القطارات في المواعيد المحددة. وفي مصر يوجد أكثر من 400 مصري تقريبا ضحايا حوادث القطارات وهو ما أكدته إحصائية في العام قبل الماضي، وكل ذلك أدى إلى تراجع عدد ركاب القطارات إلي النصف خلال الخمس سنوات الأخيرة، وتسبب في أغلبيتها المزلقانات التي وصلت 1700 مزلقان ولكنها مهملة وغير صالحة. وأظهرت الدراسات بعض المشكلات الفنية التي تعانى منها السكك الحديدية في مصر، وكان في مقدمة تلك المشاكل الاعتماد علي الخطوط الطولية ذات الحوامل المتصلة الذي أنشأت عام 1851 بفكرة من الخديوي عباس الأول، بخلاف ما يتبعه معظم دول العالم من تأسيس سكك حديدية بالخطوط ذات الروابط "التقاطعية" والتي تمثل عبء مادي في صيانتها. كذلك يتم الاعتماد على نظام الإشارات الميكانيكية بنسبة 85% والمعروف بانخفاض مستوي الأمان بالمقارنة بنظام الإشارات الكهربائية، ويرجع ذلك بسبب تعطل الإشارات الإلزامية لسائقي القطارات للتوقف وضمان سلامة المرور علي هذه السكك. وتعد الإشارات أهم المشكلات التي تتسبب في عدد كبير من حوادث الطرق، التي تعمل بالمراقبة الميكانيكية والتي تحتاج لمتابعة دورية لأقفال المحطة و إعطاء إشارة مناسبة لحركة القطار في حال نسيان قفل المفاتيح اللازمة ستمتنع الإشارة آليا. إضافة إلى ما سبق أظهرت الدراسة تباطؤ تطوير خطوط السكك الحديدية، بسبب تجاهل الهيئة وضع خطط فعلية لامتداد خطوطها للمناطق الجديدة أو ربط بعض المحافظات بالمدن الصناعية و السياحية، كم أن الصيانة الدورية لعدد من المزلقانات خط السكك الحديدية، الذي بلغ أكثر من 1700 مزلقان، يمثل عبء ومشكلة تواجه السكك الحديد لارتفاع قيمة الإنفاق علي الصيانة. خبراء النقل أوضحوا كذلك أن المشكلات التي تعاني منها السكك الحديد، الاستهلاك المتزايد "للقضبان" والعجل والجرارات والتوقف المستمر للقطارات، دون إحلال وتجديد مستمر لها، وهو ما خلق مشكلة في منظومة تشغيل القطارات في مصر. التقنية الفرنسية الأكثر شهرة سجلت السكك الحديدية الفرنسية أرقامًا قياسية في سرعة قطاراتها، مما جعل بعض الدول، مثل المكسيك وكوريا الجنوبية وغيرها، تبدي رغبتها في شراء التقنية الفرنسية في هذا المجال. في الوقت نفسه تفتتح الصين قبل عام من الموعد المقرر له خط سكك حديد فائق السرعة بين بكين وشنغهاي سيكون الأطول في العالم وتستخدم فيه أسرع القطارات الركاب في العالم. اليابان وباريس وبرشلونة وإسبانيا، وكثير من الدول الأوروبية، لهم نصيب كبير من هذه القطارات فائقة السرعة، وتقدم خدمة هائلة ومتميزة في السكك الحديدية، وتعمل على تطويرها باستمرار في سبيل حصول المواطن على خدمة لائقة بهم وبإنسانيتهم. حوادث عالمية رغم استخدام معظم الدول الأوربية القطارات فائقة السرعة والتقدم التكنولوجي إلا أنها لم تخلو من الحوادث التي تشهدها سكك حديد مصر بشكل كبير. وفي إسبانيا أدى خروج قطار فائق السرعة عن القضبان في مدينة سانتياغو إلى مقتل ما لا يقل عن 77 شخصا، وإصابة ما يزيد عن 100أخرين، وهى تعتبر أقرب حوادث القطارات التي شهدتها مدن أوروبا في 2013. وليست إسبانيا فقط التي تعرضت لحوادث القطارات فقط بل طالت العديد من الدول الأوربية ما بين كندا وإيطاليا وألمانيا والنمسا التي نالت نصيب أكبر من ضحايا حوادث القطارات حيث قتل 155 شخصا جراء حريق في قطار سكك حديد معلق في منتجع التزلج كابرن.