كغيره من الآثار المصرية التي تعاني إهمالا وتدنيا في مستوى الخدمات ، يعاني بيت الأمة وضريح سعد زغلول اللذان يقعان في شارع سعد زغلول والمتفرع من شارع قصر العيني وبجوار محطة مترو سعد زغلول ، من تلال القمامة والأسواق العشوائية والحشرات الزاحفة والطائرة التي تحيطه به من كل جانب . إنها أكبر جريمة ثقافية وتاريخية وتراثية نرتكبها في حق آثارنا وحق من صنعوا التاريخ والعزة والكرامة المصرية فالمتحف يمثل قيمة تراثية وإنسانية رفيعة لا تقدر بثمن . أسواق عشوائية وباعة جائلون أقفاص لخضر وفاكهة وأسماك وملابس على أسوار المتحف فاترينات وستاندات تعيق الحركة أمامه دون مراعاة لقيمة المكان التاريخية والأثرية،علاوة على إحاطة المتحف بالرائحة الكريهة من قمامة إلى رائحة السمك الذي يباع بخارجه إلى انتشار الباعة الجائلين وإلحاحهم على زوار المنطقة بالشراء بأي طريقة . الغريب أن هيئة الآثار المصرية لم تحرك ساكنا تجاه ما يحدث لأثارها الموجودة داخل المتحف ، بل تقاعست عن دورها في حمايته وهي على علم تام بما يحدث بجوار المتحف ومع ذلك لم تتخذ أي إجراء لوقف تلك العشوائية والإهمال الذي يحدث بحق بيت الأمة "بيت الزعيم الراحل سعد زغلول ) الذي لم يحظ زعيم مصري بشعبية كالتي حظي بها ، ولقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية "أم المصريين" . ويضم هذا المتحف متعلقات الزعيم الراحل ، ففي هذا المتحف جميع القاعات التي تحتوى على قطع الأثاث كما كانت عليه في حياة سعد ، وكذلك المكاتب والخزانات والمقاعد، وغرفة تناول الطعام التي تحتوى على الأدوات والفضيات والأطباق ، كذلك يوجد عدد من الأكواب المنقوش عليها صور الزعيم بالألوان الطبيعية . أما غرفة النوم فستظل شاهدة وفاء السيدة حرمة صفية زغلول ، فلا يزال سريره قائماً إلى جانب سريرها مثلما كان في حياة صاحبه ويرى إلى جوار فراش الزعيم خزانة صغيره عليها إناء الماء وكوب لا يزالان في المكان الذي كانا عليه يوم لفظ سعد أنفاسه الأخيرة. بالإضافة إلى مجموعة من ملابسه التي ارتداها في المناسبات الهامة ونياشينه ومسبحته وملابسه التي كان التي كان يرتديها حينما وقع عليه الاعتداء في صيف 1924 ، يذكر أن الزعيم سعد زغلول قد توفى سنة 1927 م. عندما تزور هذا المتحف سوف تسمع الكثير والكثير عن حياة الزعيم الراحل سعد زغلول كذلك عن زوجته السيدة الوفية العظيمة صفية زغلول. وبرز سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح، فرفضت سلطات الاحتلال البريطاني ذلك واعتقلته ونفته إلى مالطة وكان ذلك سبباً في إشعال ثورة 1919التي تعد أول ثورة شعبية بعد الحرب العالمية الأولى. خلال الأسابيع الثلاثة للثورة سقط نحو 800 مصري قتلى، مما أجبر الإنجليز على إخلاء سبيله. وأصبح بيت الأمة مسرحاً للحركة الوطنية منذ عام 1918 حتى 1946، وشهد مولد ثورة 1919. وجدير بالذكر أن هذا البيت يعتبر تجسيداً لروح الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في مصر لما يستحضره في أذهان زواره من مشهد خروج الثوار رافعين أعلاما تحتضن رمزي الهلال مع الصليب ضد الاستعمار البريطاني ، والذي يرتفع هذا الرمز إلى الآن كلما افتعلت أزمات لتفريق بين النسيج الوطني المصري . ظل بيت الأمة مقراً للوفد بعد وفاة سعد زغلول ، ولم تغلقه أم المصريين في وجه الوفديين إلا بعد أن انقسموا على أنفسهم أواخر عام 1934 حيث بقيت أم المصريين تشغله حتى وفاتها عام 1946 وقد تم دفن سعد زغلول بالقرب من منزله و يقع ضريح الزعيم الراحل ليكون مواجهاً لشرفة منزله حتى تطل عليه زوجته كل صباح، وهو ما يخلّد أسمى معاني الحب . وقد تم تجديد المتحف وافتتاحه للجمهور مرة أخرى في 16 يناير عام 2003 م.