تدفق آلاف السوريين المتواجدين في لبنان صباح اليوم الأربعاء، إلى السفارة السورية شمال بيروت تقل معظمهم عشرات الحافلات رافعة اعلام "حزب الله" ورئيس النظام السوري بشار الاسد للمشاركة في انتخابات الرئاسة السورية التي اعلنت غالبية الدول الغربية "عدم شرعيتها". ومن المتوقع أن تعيد تلك الانتخابات التجديد للأسد لولاية ثالثة منذ ورث الحكم عن ابيه حافظ الاسد الذي توفي في العام 2000. وغلبت "الاجواء الاحتفالية" داخل السفارة السورية الواقعة في منطقة اليرزة شمال بيروت خلال عملية الانتخاب التي تمت "بشكل جماعي من دون عازل"، حيث دخل السوريون "مجموعات الى مركز الاقتراع مستخدمين القلم نفسه بشكل علني للتصويت لصالح الاسد"، بحسب ما افادت شاهدة عيان "الاناضول" من داخل السفارة. وشهدت الطرقات المؤدية الى السفارة ازدحام سير خانق، ما دفع الجيش اللبناني الى قطع الطرقات التي غصت بالالاف الذين نقلتهم الحافلات، وبعضهم قصد السفارة مشياً على الاقدام من منطقة الضاحية الجنوبية، معقل "حزب الله" الرئيسي، والبعيدة كيلومترات قليلة عن مقر السفارة السورية. واتخذ الجيش والقوى الامنية اللبنانية اجراءات امنية مشددة لضبط الاعداد الكبيرة من الناخبين. وانتشرت عناصر أمنية من حزب الله على الطرقات المؤدية للسفارة في المناطق الخاضعة لنفوذ الحزب، بحسب ما أفاد شاهد عيان لوكالة "الأناضول" الإخبارية. وزينت الحافلات، التي كانت تقل الناخبين السوريين الى السفارة بصور الاسد، ورفعت من نوافذها اعلام النظام السوري و"حزب الله"، فيما لصق على الزجاج الامامي لبعض الحافلات ورقة تشير الى المنطقة التي اتت منها، مثل مدينة النبطية حيث معقل "حزب الله" في الجنوب اللبناني، بالاضافة الى مدينة بعلبك وهي منطقة نفوذ اساسية لحزب الله في منطقة البقاع شرق لبنان، وكذلك مدينة شتورة ف يالبقاع ايضا. في المقابل، بدا بعض العمال في الحافلات غير مبالين وكأنهم يستمتعون بيوم عطلة حيث اقتصرت الحماسة على ذلك الشخص الذي يجلس الى جانب السائق ويحمل علما كبيرا للنظام السوري. وقال احد الناخبين انه وصل الى السفارة الساعة السادسة صباحا اي قبل ساعة من فتح صناديق الانتخاب، لكنه لم يتمكن بعد مضي اكثر من 4 ساعات من الانتظار في صف طويل من الادلاء بصوته. في هذا السياق، اعلن سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في تصريح ل "الوكالة الوطنية للاعلام"، انه نتيجة "الاقبال الكثيف"، ستضطر السفارة الى "تمديد ساعات إضافية أو تخصيص يوم آخر" ليتمكن الجميع من الانتخاب. من ناحيته، قال امين سر رابطة العمال السوريين في لبنان عبد المجيد شيخ صالح ل "الاناضول"، ان هناك "اماكن تجمع خصصت للحافلات لنقل الناخبين السوريين الى السفارة السورية في بيروت وجبيل بجبل لبنان، ومدينتي صور والنبطية الجنوبيتين بالاضافة الى شمسطار والهرمل" في البقاع، مشيرا الى ان التجمع الاكبر هو عند المدخل الجنوبي لمخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولفت صالح الى ان عدد من يحق له الانتخاب من السوريين في لبنان يفوق 600 الف لكن المسجلين "اقل من ذلك"، موضحا ان من يحق لهم الانتخاب اليوم هم المسجلين في السفارة، اما الباقون فعليهم التوجه الى مراكز اقتراع حدودية في الثالث من حزيران/يونيو المقبل بالتزامن مع اجراء الانتخابات داخل سوريا. وفي حين نفى صالح ممارسة اي ضغوطات "من اي نوع كانت" على السوريين في لبنان للمشاركة في الانتخابات، كشف العديد من هؤم لضغوطلاء عن تعرضه مباشرة لانتخاب الاسد. وقال احدهم، وهو رجل في الستين من عمره يقيم في بيروت منذ سنوات، ل "الاناضول" ان موظفين من السفارة السورية في لبنان قصدوا منزله طالبين هويته السورية لتسجيله للانتخابات، ولما تحجج بأنه اضاعها، اخبروه "اذن يمكنك ان تعتبر انك انتخبت الدكتور بشار الاسد". وتعد هذه أول انتخابات رئاسية في سوريا منذ تولي الرئيس الراحل حافظ الاسد السلطة اثر انقلاب في العام 1971، ينافس فيها مرشحون آخرون آل الاسد سواء الاب او الابن، وان كان المراقبون والمنظمات الدولية يعتبرون ذلك مجرد "ديكور" لتجميل عملية انتخابية نتائجها معروفة سلفا.