في مرحلة فارقة في تاريخ مصر، تتواصل لليوم الثاني على التوالي العملية الانتخابية التي تشهدها مصر لانتخاب رئيسها الثامن بين المرشحين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، فيما تسود المخاوف من عدم الإقبال بالشكل المطلوب حيث تكتب مصر تاريخا جديدا بأحرف من نور بسواعد أبنائها شيبها وشبابها نسائها ورجالها الذين أذهلوا العلم بثورتين خلال ثلاثة أعوام، كانت الأولى في الخامس والعشرين من يناير عام 2010 ضد نظام فاسد ، والثانية اندلعت ضد حاكم فاشل في الثلاثين من يونيو عام 2013 بإرادة شعبية احتضنها الجيش وساند فيها مطالب الشعب. وفى محاولة لبث الهمم وحشد المواطنين للإدلاء بأصواتهم لنقل صورة حية للعالم الذي يراقب عن كثب هذا الحدث التاريخي والإقبال على صناديق الاقتراع ..أصدر وزير الأوقاف بيانا اليوم دعا فيه من لم ينزل بالأمس إلى ضرورة النزول اليوم ليقول كلمة حق ، وألا يتقاعس عن نداء الوطن .. محذرا من أن عدم النزول والمشاركة في هذا العرس الديمقراطي قد يؤدي بالبلاد إلى الفوضى . من جانبه ، أعلن مصدر في اللجنة العليا للانتخابات بأن من يتخلف عن الإدلاء بصوته سيغرم بخمسمائة جنيه ..وذلك تحفيزا للمواطنين الذين لم يشاركوا ولم يدلوا بدلوهم حتى الآن. وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قد أصدر قرارا بالأمس بأن يكون اليوم يوم عطلة رسمية ليتسنى للمواطنين النزول للإدلاء بأصواتهم، وذلك نزولا على إرادة الشعب، فيما تقدم كافة أجهزة الدولة التسهيلات اللازمة للمواطنين للتيسير عليهم حيث جعلت استخدام المترو اليوم وكذلك القطارات بالمجان. من جانبها، أصدرت حركة (وحدة الصف المصري والعربي) برئاسة زين السادات بيانا اليوم الثلاثاء، أكدت فيه أن الإقبال على صناديق الانتخابات جاء متوسطا، ودعت جموع المصريين للاحتشاد للتصويت بكثافة اليوم. وناشدت الحركة - فى بيانها - اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت ليوم ثالث حتى تتيح فرصة المشاركة لأكبر عدد ممكن من المواطنين في التصويت، وحل مشكلة الوافدين من المحافظات الذين يقدر عددهم بقرابة 5 ملايين مغترب. وطالب مؤسس الحركة زين السادات، شباب مصر بالخروج اليوم بأعداد كبيرة ليحسم المعركة لصالح مصر ولصالح ثورة 30 يونيو ، مؤكدا إيمان الحركة بأن أصوات الشباب التي ستخرج هي التي ستحسم المعركة بشكل نهائي وأن الشباب المصري قادر على الحفاظ على ثورته. وأعرب عن أمله في أن ترتفع نسبة التصويت اليوم عن الأمس ، مخاطبا الضمير الوطني لكل مصري أن يستشعر حجم الخطر الذي يمر به الوطن، وأن الوقت لا يسمح الآن بأي تراجع أو تخاذل لأن الوطن في مرحلة فارقة ،ولابد من حسم جولة الانتخابات ليس بالخروج للمشاركة اليوم فحسب ولكن بالحشد أيضا قدر المستطاع لتكون نسبة المشاركة النهائية مرتفعة حفاظا على ثورة يونيو وعلى الوطن، ودحر كل المؤمرات التي تحاك بالوطن والتي يحاول أنصارها إفساد العرس الديمقراطي الذي تشهده مصر.