كتب – محمد عبدالعزيز حصل الفيلم "وينتر سليب" او (نعاس الشتاء) للمخرج التركي نوري جيلان بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولى فى دورته السابعة والستين، وذلك نظرا لمضمون الفيلم الذى نال على اعجاب النقاد ، وحصل المخرج الفائز بالجائزة الاكبر فى المهرجان الاكبر والاشهر على مستوى العالم للفن السابع لشباب تركيا .. وصعد المخرج نوري جيلان وفريق فيلمه درجات البساط الأحمر لحضور عرض الفيلم، واضعين على بدلاتهم شارة الحداد على أرواح عمال المناجم الذين قضوا في حادث مأساوي هز تركيا قبل أيام ووقفت القاعة تكريم للمخرج قبل العرض،وذلك على مدى أكثر من ثلاث ساعات قدم لنا المخرج فيلم جميل مليئ بجماليات السينما ومشحونا بمضامين كبيرة تضعنا أمام عبقرية مخرج سينمائي أصبح من كبار صناعها. وقد اشار جيلان أن الجائزة كانت مفاجأة بالنسبة له، وأهداها لشباب تركيا، ولمن فقدوا حياتهم في أحداث مختلفة على مدار العام الماضي. الفيلم تدور احداثه حول ممثل قديم يدعى" أيدن" يدير فندق صغير مع أخته وزوجته الشابة في وسط الأناضول، ويتحول الفندق في شتاء ثلجي كثيف وبسبب الأجواء الباردة إلى سجن ومأوى ، وتبدأ عواصف أخرى لكنها عائلية ملحمية وحميمية. وتتداخل الحكايات وتتقاطع ويظل المحور هو ايدن الذى يريد أن يكون دائماً هو المحور والأساس والمحرك ولربما المسيطر، بينما إيقاع الحياة والزمن يكاد يكون قد تغير، حتى حينما يقرر أن يسافر إلى إسطنبول لطباعة كتاب، معتقد أن الحياة ستتوقف في الفندق ويكتشف بعد حين أن عليه أن يعود أدراجه إلى الفندق لأنه هو من سينتهى لأنه مجرد ممثل سابق أضاع حياته في المسرح الذي انصرف عنه الجميع. وينقلنا جيلان في هذا الفيلم إلى أجواء الشتاء حتى يشعر المشاهد وكأنه فيها، وذلك من خلال تصوير المشاهد الثلجية بسكونها وحركتها الصاخبة وتغير المزاج لشخصياته القلقة ويثير "المعلم" التركي مسائل حول الروحانيات في احتكاكها بالدين، والمال في إفشال البشر وأخلاقياته. فكان جيلان سيد في حياكته البيضاء لفيلم حر يطلق العنان كطفل لرسائل تضاهي بنبلها الخيول البرية التي عجز الرجال في روايته عن ترويضها. ويشارك مع نورى في الفيلم حفنة من النجوم الذين طالما شاهدناهم من قبل، والذين يمثلون صورته ويعكسون فكره ، ومع نوري أيضا مدير التصوير التركي جوخان تيراكي وأيضا مهندس الديكور جاميز كيس.