باحث مصري: إسرائيل بدأ خطرها منذ القرن التاسع عشر ! محيط - رهام محمود منير محمود القاهرة : لا يهدف كتاب الباحث المصري منير محمود "إسرائيل بين الحقائق والأكاذيب" إلى سرد حقائق تاريخية في الصراع العربي الإسرائيلي، ولكنه يقوم على التفرقة بين كثير من المفاهيم المختلطة لدى العامة، ومنها اختلاف الصهيونية واليهودية، كما استفاد من خبرته التي تصل ل25 عاما في مجال الإرشاد السياحي وكذلك زياراته الميدانية لإسرائيل من الداخل التي بلغت 35 ليروي كيف يمكن للمواطن العربي البسيط أن يرد على مزاعم إسرائيل. وقد استضافت مكتبة "حنين" مساء أول أمس كل من الباحث مؤلف الكتاب، حسن عيسى سفير مصر الأسبق في إسرائيل، ود. محمد جلاء إدريس رئيس قسم اللغة العبرية بكلية الآداب بطنطا لمناقشة الكتاب الهام. الغريب ما ذكره الباحث من أننا نتداول حقيقة أن إسرائيل لم تكن شيئا قبل عام 1948 حينما طبق وعد بلفور بترحيل اليهود من أوروبا لفلسطين، لكن الحقيقة أنها كانت لها وجود منذ القرن التاسع عشر، ليس كدولة ولكن ككيان يجمع اليهود في فلسطين، وهنا الخطر القديم، وكان الساسة العرب يعلمون بذلك، بل وتبادل عدد منهم الزيارات مع يهود هذا الكيان الناشيء وقد دون ذلك مثقفون وساسة مثل مصطفى النحاس باشا، د. أحمد لطفي السيد، وطه حسين الذي قام بافتتاح الجامعة العبرية بالقدس!! في كلمته قال المؤلف أن عامة الناس لا تفرق جيدا بين اليهودي والصهيوني والعبري والإسرائيلي، رغم أن مصر وحدها تخرج سنويا من جامعاتها 2000 طالب من أقسام اللغات الشرقية التي تعني في جانب منها بإسرائيل، كما أن مصر لها علاقة قديمة تاريخية باليهود وقد خرج نبي الله "موسى" عليه السلام من أرضها. مضيفا أنه كان يمكث ساعات يرد فيها على مزاعم إسرائيلية يرددها أفراد من أوروبا واستراليا وإسرائيل بالطبع، وكان يحادثهم عبر الإنترنت، ومن هنا واتته فكرة إعداد كتاب ليس تاريخيا وإنما يسهم في وعي المواطن العربي بالحقائق الهامة. جانب من الندوة والكتاب يتكون من خمسة أبواب؛ أحدهم يتناول فيه المؤلف التاريخ القديم لبني إسرائيل رابطا إياه بتاريخ العرب، وهي كتابة بعيدة عن أولئك الذين ركزوا على الصراع العربي الإسرائيلي من جانبه الديني، والآخرين الذين ركزوا على الجانب السياسي فحسب بدون ربط القديم بالحديث، بالرغم من أن معظم التحريفات الصهيونية تستند للتاريخ لكي تصنع أكاذيبها في الآثار والديانة والسياسة أيضا. اما الباب الأول فشمل مصطلحات وتعريفات هامة حول اليهودية والصهيونية ، وتمنى مؤلف الكتاب أن تدرس هذه الأمور لطلبة الصفوف التعليمية الأولى لفهم حقيقة الصراع مع اسرائيل. كما دعا لدراسة متعمقة في التوراة، الكتاب المقدس اليهودي، لكي نرد كعرب على أي ادعاء يسعى لسلبنا حقوقنا في الأرض، وللعلم فكثير من الباحثين الإسرائيليين خاضوا في التوراة الحالية وانتقدوها بشدة ، من ذلك فكرة الوعي الإلهي لنبي الله يعقوب عليه السلام وهو الذي بنيت عليها فكرة مخترعة لعودة اليهود لوطنهم – الكاذب- بفلسطين بعد غياب دام أكثر من ألفي عام ، وهذا الوعد نفسه لو ناقشت فيه أي يهودي سوف يتراجع أمامك إذا كنت لديك وعي، فهو يعلم مثلا أن الوعد مرتبط بشروط لم يفي بها اليهود وشردوا في الأرض. بدء من الفصل الثاني حتى خاتمة الكتاب يكشف المؤلف كل ما يتعلق بالإدعاءات الإسرائيلية، موضحا أننا منذ مائة عام تركنا كعرب الساحة للإعلام الصهيوني ليسيطر سيطرة كاملة على شعوب أوروبا وأمريكا. متسائلا: لماذا نتهم وسائل الإعلام العربية التي تتناول بجرأة القضايا الإسرائيلية وتناقشها بالتطبيع، قائلا بأنه منذ زيارة الرئيس السادات للقدس وكلمة "التطبيع" كل يفسرها بحسب "مزاجه". من جهته أشار السفير حسن عيسى إلى أننا نتهم كل من يحاول الإقتراب من إسرائيل لفهمها بالتطبيع، رغم أنهم يعلمون عن مصر وكل دولة عربية أدق التفاصيل التي لا يخطر ببالنا أن تفيدهم في شيء، منها مثلا عدد منظمات حقوق المرأة وانتشار الحجاب ونوعية كتب المدارس وعدد كل شيء، ويستفيد منها جهاز المخابرات "الموساد" وصناع القرار، وفي المقابل نظل نجهل الكثير عنهم لأننا نعتمد على مقولاتنا الثابتة ولا نبحث في فكرهم الجديد واتجاهاتهم حاليا، ومن أمثلة ذلك حينما يزور أي باحث إسرائيل لفهم ما يفعلونه على أرض الواقع تثور الدنيا ضده ويعتبر "خائن وعميل" . ونجد أنه في إسرائيل يدرسون للطالب الصغير جغرافيا وتاريخ العرب ، وعلم النفس والسياسة، وحتى اللغة العربية، وهو ما يجب علينا فعله . أما د. محمد جلاء فتحدث عن التطبيع مشيرا إلى أننا بحاجة لفهمه جيدا، لأن فهم إسرائيل من الداخل هو المهم، منوها إلى أن إسرائيل عرفت مصر من خلال ترجمة الأدب وبالأخص أدب نجيب محفوظ، كما طالب بهيئة ثقافية مصرية تترجم كل ما يستجد من كتابات في إسرائيل قائلا " الصمت تطبيع والجهل أيضا تطبيع" فالأول نقبل الظلم على ما هو عليه، والثاني يخدم عدونا الصهيوني.