طلب الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي، من السلطات السودانية السماح له بمقابلة زعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، في محبسه بسجن كوبر. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مريم ابنة المهدي التي تشغل منصب مسئول الاتصال التنظيمي بالحزب قولها في مؤتمر صحفي عقب لقاء أمبيكي بوفد من الحزب اليوم الأحد: "امبيكي عبر لنا عن قلقه من اعتقال المهدي وتأثير الخطوة على عملية الحوار الوطني وأبلغنا أنه طلب من السلطات السماح له بمقابلته في سجن كوبر وينتظر الرد" ويعمل امبيكي بتفويض من الاتحاد الأفريقي لتسوية النزاعات السودانية الداخلية والنزاع مع جنوب السودان والتقى أمس عددا من قادة المعارضة بالخرطوم. وأعلن حزب الأمة القومي المعارض، مساء أمس السبت، انسحابه من عملية الحوار الذي دعا له حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان على خلفية اعتقال زعيمه الصادق المهدي. واعتقل جهاز الأمن والمخابرات الوطني، التابع للرئاسة السودانية، مساء السبت، المهدي من منزله في مدينة أم درمان، غربي الخرطوم، واقتاده إلى جهة غير معلومة، حسب ما أفاد به محمد زكي، سكرتير مكتبه لوكالة الأناضول، في وقت سابق أمس. قال علي قيلوب، رئيس مجلس التنسيق الأعلى في الحزب، خلال مؤتمر صحفي أمس، إنه علم من نيابة أمن الدولة، وهي الجهة التي ستتولى التحقيق مع المهدي، أن اعتقال الأخير جاء على خلفية الشكاية التي قدمها ضده جهاز الأمن والمخابرات الوطني، حيث اتهمه ب "الإساءة لسمعة" قوات الدعم السريع، التابعة للجهاز، والمساندة للجيش في حربه ضد المتمردين في إقليم دارفور المضطرب، غربي البلاد. واستجوبت نيابة أمن الدولة، الخميس الماضي، الصادق المهدي، بشأن اتهامات جهاز الأمن والمخابرات. وجاءت هذه الاتهامات، التي وصفها زعيم حزب الأمة القومي المعارض ب"الباطلة"، رغم التحسن الذي طرأ مؤخراً على العلاقة بينه وبين النظام، خاصة بعد قبول الأول دعوة الحوار التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير في يناير/ كانون الثاني الماضي، ضمن خطة إصلاحية شاملة يتبناها وتسببت في انقسام تحالف المعارضة ما بين مؤيد ومعارض. والصادق المهدي هو آخر رئيس وزراء منتخب في السودان انقلب عليه عمر البشير، مدعوماً من الإسلاميين في 1989، ويحظى حزبه بنفوذ قوي في إقليم دارفور، وحصد غالبية دوائره البرلمانية في آخر انتخابات معترف بها عام 1986.