اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، قيامه "بممارسات وحشية بحق المدنيين في محافظة الرقة "شمالا"، والتي أصبحت ترزح تحت احتلال حقيقي من قبل التنظيم"، على حد وصفه. وأوضح الائتلاف في بيان له، اليوم، أنه بعد عدة أشهر من المعارك المشتعلة التي قادها الثوار من أجل القضاء على تنظيم "داعش" المتطرف، تمكنوا خلالها من طرد التنظيم من معظم الأراضي في الشمال السوري؛ إلا أنه يستمر بممارساته الوحشية بحق المدنيين في محافظة الرقة. وأشار الائتلاف إلى "الارتباط العضوي بين النظام "السوري"، وتنظيم الدولة "داعش"، والذي أكدته وثائق تم تسريبها مؤخراً، بحسب الائتلاف، حيث كشفت عن منح النظام مقاتلين عراقيين هويات مزورة تمكنهم من الدخول لسورية والانضمام لتنظيم الدولة"، على حد وصف البيان. ويعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش"، تابع للقاعدة، ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، ونشأ في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية في مارس/ آذار 2011، واستثمر التنظيم الاعتصامات المناوئة للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، التي بدأت منذ أكثر من عام في 6 محافظات عراقية، لتوسيع نفوذه واكتساب قاعدة شعبية حاضنة له. من ناحية أخرى، طالب الائتلاف من دول "أصدقاء سوريا"، "تقديم المزيد من الدعم للجيش السوري الحر، الذي استطاع تطهير أراض شاسعة من عناصر التنظيم، وذلك من أجل إنهاء احتلال مدينة الرقة ووضع حد للمشاريع التوسعية التي يخطط لها التنظيم في ريف حلب ودير الزور ومناطق أخرى من البلاد". وذكّر البيان بأحاديث سابقة لرئيس الائتلاف أحمد الجربا، عن العلاقة بين النظام وتنظيم الدولة، الذي أكد من قبل أن "التواطؤ والارتباط بين النظام والتنظيم عميق جداً، وعندما يسمع العالم هراء الأسد عن الإرهاب عليهم أن يسألوا أنفسهم من هو الإرهابي الحقيقي في سورية؟". وبدأت حملة عسكرية ضد تنظيم "داعش" في العراق يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لا تزال مستمرة حتى اليوم، على خلفية مقتل 16 عسكريا من الفرقة السابعة التابعة للجيش، على رأسهم اللواء الركن محمد الكروي، اثناء مداهمتهم معسكراً تابعاً لتنظيم القاعدة في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران "420 كم" غرب الأنبار. على التوازي، سعى التنظيم خلال الأشهر الماضية توسيع نفوذه في سوريا، عبر محاولة ضم "جبهة النصرة" الإسلامية "مدرجة أيضاً على لائحة الإرهاب الدولية"، التي رفضت الأمر، كما تمكن التنظيم من السيطرة على معابر حدودية استراتيجية على الحدود السورية التركية، شمال البلاد، وآبار نفطية شرق وشمال البلاد، ومنها محافظة الرقة. ومنذ نهاية العام الماضي شن الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها "الجبهة الإسلامية" أكبر فصيل عسكري معارض في البلاد، حملة عسكرية ضد معاقل داعش في مناطق بشمال سوريا، أدت إلى طرد الأخير من عدد من المدن والبلدات التي كان يتمركز فيها وآخرها محافظة دير الزور.