وقع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائب الرئيس المقال ريك مشار، مساء الجمعة، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان. وبحسب مراسل وكالة "الأناضول"، فإن الاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية. وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور. كما يتضمن وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا. ويقضي بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا عبر 4 دول هي: السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا. وقال مراسل "الأناضول" إنه خلال مراسم توقيع الاتفاق ظهر الارتياح واضحا على راعيه رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، حيث لم تفارقه البسمة، وكذلك وسطاء الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيجاد". وبينما ارتسمت البسمة طوال مراسم توقيع الاتفاق على مشار، لفت انتباه الصحفيين سلفاكير الذي لم يفتح حتى شفتيه خلال المراسم، وظهرت عليه علامات عدم الرضا. وفي كلمته عقب توقيع الاتفاق، قال سلفاكير :"الجيش والحكومة جاهزون لتنفيذ الاتفاق الذي ينهي تاريخا أسود في جنوب السودان"، مضيفا: "الحوار هو الحل الوحيد لهذه الأزمة والدماء التي سالت يجب أن تتوقف". وبدوره، أعرب مشار عقب توقيع عن سعادته بتوقيع اتفاق إنهاء الحرب وتساءل مستنكرا: لماذا هذه الحرب الشعواء في جنوب السودان؟، وأضاف: "ما حدث في جنوب السودان ما كان يجب أن يحدث وأؤكد إلتزامنا بالاتفاق ومضاعفة الجهود من أجل السلام في البلاد". وتابع: "الحل السياسي ينهي الأزمة والحوار الجاد يحل الخلافات داخل الحزب الحاكم". وقال سيوم مسفن رئيس وساطة "إيجاد" إنه "لا حل لمشكلة جنوب السودان سوى الحوار والعمل على المصالحة الوطنية". بدوره، قال رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين إن توقيع اتفاق إنهاء الحرب ليس النهاية لكنه البداية لإحلال السلام في جنوب السودان. وهنأ ديسالين، كل من سلفاكير ومشار على توقيع الاتفاق وشكرهما أيضا على أنهما "سلكا الطريق الصحيح". وأشاد ممثل الاتحاد الأوروبي بالاتحاد الأفريقي بتوقيع الاتفاق، فيما أكدت واشنطن التزامها بدعم الطرفين من أجل تنفيذه. وجاء توقيع الاتفاق بعد مفاوضات مباشرة بين سلفاكير، ونائبه المقال رياك مشار، مساء يوم الجمعة، في القصر الوطني بأديس ابابا برعاية رئيس الوزراء الإثيوبي. وقبل الدخول في تلك المفاوضات ظهر سلفاكير ومشار يتوسطهما ديسالين وتبادل الجانبان التحية على الطريقة السودانية في أول لقاء وجها لوجه منذ اندلاع الأزمة في جنوب السودان منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي، حسب مراسل الأناضول المتواجد داخل القصر الوطني. وتشهد دولة جنوب السودان، منذ منتصف ديسمبر / كانون أول الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار.