الجيش اليمني ينتقد صالح وينفي سعيه للاستيلاء على السلطة صنعاء: انتقد أحد القادة العسكريين في اليمن الثلاثاء تصريحات الرئيس علي عبدالله صالح التي اتهم فيها أطراف في الجيش بالسعي للوصول الى الحكم عبر الانقلابات، وذلك عقب اعلان عن عدد من قادة الجيش انضمامهم للثورة وتأييد مطالبها برحيل النظام. وانتقد اللواء محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية الشرقية كلمة الرئيس صالح ، مشيرا الى أن دعمه لمطالب الثورة "هو دعم شرعي وفقا للدستور". وقال محسن من محافظة حضرموت خلال اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة": "نحن لسنا طلاب سلطة ولا نسعى الى حكم وانضمامنا الى الثوار نابع من إيماننا بشرعية مطالب الثوار التي تتفق مع الدستور". وحول رأيه من موقف وزير الدفاع الذي أكد دعم الجيش اليمني للشرعية والدستور المتمثلة في الرئيس اليمني، تابع محسن : "نحن ننحني احترام للرئيس اليمني ولوزير الدفاع ولكن الوضع الآن مختلف فهناك ثورة ولها مطالب شرعية ونحن أعلنا التزامنا بدعم مطالب الثوار". واستبعد اللواء المنشق والذي أعلن انضمامه للثوار، اندلاع قتال بين اليمنيين، مشيرا الى أن الشعب اليمني أكثر عقلا من الانزلاق الى نفق الحرب الأهلية. وحول موقفه من ما تردد بشأن وجود مبادرات تفيد باستعداد الرئيس صالح التنحي خلال 6 أشهر، أكد محسن بأن المخارج السياسية يتحدث فيها السياسيين، مشيرا الى أن دوره كعسكري يدعوه الى الحفاظ على أمن المواطن واستقرار البلاد. وعن إمكانية وجود المزيد من الانشقاقات داخل الجيش اليمني والانضمام الى الثوار، قال قائد الفرقة الأولى التي تحمي المعتصمين في ساحة التغيير من تجاه باب مدخل جامعة التكنولوجية : "لا يمكنني تأكيد ذلك ولا يمكنني استبعاد ذلك لكن القسم الذي أقسم عليه العسكريين هو حماية أمن المواطن والبلاد وعلى كل عسكري الالتزام به وعدم اطلاق رصاصة واحدة على مواطن يمني خرج في المظاهرات للمطالبة بحقوقه المشروعة". في غضون ذلك، اعلنت مصادر طبية مقتل جنديين يمنيين في أول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح قرب القصر الجمهوري في المكلا جنوب شرق. وأوضحت المصادر أن "جثتي جنديين واحدة تعود لعسكري في الجيش واخرى لعسكري في الحرس الجمهوري نقلتا الى مستشفى في المكلا اثر اشتباك بين الجانبين قرب القصر الجمهوري الثلاثاء". كما اصيب ثلاثة عسكريين في المواجهات. واضافت المصادر إن المواجهات اندلعت اثر توتر بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي أعلن الاثنين انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط نظام صالح. الفوضى أم النظام وفي محاولة منه لتخيير الشعب بين الفوضى اونظامه ، اكد الرئيس علي عبدالله صالح الثلاثاء ان جهود القيام " بانقلاب" على حكمه ستؤدي الى حرب أهلية. وقال في كلمة خلال اجتماعه مع المجلس العلى للقوات المسلحة اليوم ان من يريدون الصعود الى السلطة من خلال انقلاب عليهم ان يعرفوا ان هذا مستحيل وان البلاد لن تعيش في استقرار وستندلع حرب أهلية دامية وطالبهم بأن يفكروا مليا في ذلك. وأضاف: "نحن بذلنا الدماء من أجل الحفاظ على يمن واحد"، مطالبا الجميع بالالتزام بالشرعية وحل أي مشكلة بالحوار. وتابع: "أي انشقاق في المؤسسة العسكرية سيُعيدونا الى أسوأ مربع"، مطالبا الجميع بإعلاء مصالح الوطن فوق الجميع. وقال الرئيس اليمني مخاطبا المجلس العسكري الأعلى "تلقوا تعليماتكم من قيادة الأركان العامة فقط وليس من أي جهة أخرى وينبغي أن تحافظوا على وحدة الوطن، وعلى كل قائد أن يتحمل مسئوليته في وحدته ومنطقته وإدارته للحفاظ على سلامة المؤسسة العسكرية لأن أي انشقاق في المؤسسة سينعكس سلبيا على كل انحاء الوطن". وتابع صالح قائلا إن "كل من غرر بالضباط فإن أمام هؤلاء فرصة للعودة إلى جادة الصواب والاعتذار" معتبرا أن هؤلاء "ينفذون أجندة خارجية". واعتبر أن "الشباب ضحايا لقوات سياسية كلها متناقضة على بعضها هدفها السلطة وبعد الوصول إليها سيتناحرون، فلا الإخوان المسلمين يقبلون بالشيوعيين ولا الناصريين يقبلون بالإخوان ولا الحوثيين يقبلون بالإخوان أيضا ومن ثم فإنهم سيتناحرون عند الوصول إلى السلطة". وقال صالح إن "الشباب المعتصمين ضحايا لهذه القوى السياسية التي شاخت، ولديهم أجندات إما من تنظيم القاعدة أو الحوثيين الإماميين"، حسبما قال. وتوالت الضغوط امس الاثنين على نظام صالح بعدما أعلن قادة كبار بالجيش إضافة إلى مسئولين وسفراء ورجال قبائل تأييدهم لثورة الشباب. وأعلن عدد من كبار القادة تأييدهم للثورة، حيث اكد قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن صالح الأحمر انضمامه للثورة امس وتلاه قائد اللواء 310 بمحافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي قبل أن يلحق بهما عشرات الضباط من رتب متنوعة بينهم قادة لألوية ومناطق عسكرية. وجاءت هذه الانشقاقات بعد أيام قليلة مما بدا لجوء للعنف المفرط من جانب السلطات حيث لقي 52 محتجا مصرعهم في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء الجمعة برصاص قناصة يرتدون الملابس المدنية. وعن ردود افعال المعتصمين في ساحة "الحرية" بمدينة تعز جنوب اليمن بعد خطاب صالح ، اشار مراسل قناة "الجزيرة" الى ان المحتجين رفضوا خطابه الذي قال خلاله "ان المشاركين في الثورة شباب مضللون وضحايا اجندات خارجية". وتابع المراسل قائلا: "ان المعتصمين اكدوا انهم ليس مغرر بهم وهم ثوار حقيقيون وان الاحزاب السياسية هي التي التحقت بهم " ، مؤكدين ان ثورتهم سلمية وانهم سيواصلون النضال من اجل ثورتهم السلمية. وحول تهديد صالح بحدوث حرب اهلية نتيجة انقلاب الجيش عليه، اكد المحتجين ان "الحرب الاهلية هي ورقة قديمة ومحروقة والشعب يعيش حالة وحدة لم يعرفها من قبل".