رسالته للشباب: لا تكونوا شركاء في "خراب مصر" جاسوس داخل السجن يكشف انتقاده للجماعة ويتسبب في فصله الإخوان "سائبو الركب" ومهتزون.. ومرسي شخص غير قيادي الشاطر لايهمه الدين ولا السياسة، وكل ما يفكر فيه هو الفلوس فقط قضى أربعين عاما من حياته بين طيات جماعة الإخوان المسلمين، كما تمتع بعضوية مجلس شورى الجماعة لفترة من الزمن، وبالرغم من ذلك كله لم يشعر بالأمان وسط الفكر الجديد الذي اتسم بالتكفير والعنف، فخرج الدكتور السيد عبد الستار المليجي وهاجم قيادات الجماعة في تصريحات لإحدى الصحف الخاصة وعلى أثرها فصله مكتب الإرشاد من عضوية المجلس. أفكاره السالفة عن الجماعة ولد المليجي عام 1951 في احدي قرى محافظة كفر الشيخ، التحق بكلية العلوم بجامعة عين شمس بالقاهرة في 1970 وتخرج منها ثم عُين معيدا بكلية العلوم بجامعة المنيا سنة 1976. عرض مصطفى مشهور المرشد الأسبق للإخوان، الانضمام للجماعة فوافق وأعلن انتمائه إليها، وساعده في الاقتناع السريع بذلك قرب مسكن المرشد منه في حي "كوبري القبة"، وكان وقتها مازال طالبا في الجامعة. اقتنع المليجي بأن جماعة الإخوان المسلمين في مصر هي أفضل الجماعات الإسلامية المصرية، وذلك على أساس أنها تختلف عن جماعات التكفير وهجرة المجتمع، متيقنا أنها لا تعتبر الخارج عنها كافرا، وأن مبادئها تعتمد على أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأحكام الشريعة الإسلامية هي الأفضل لحياة البشر، والشريعة الإسلامية كاملة وبكمالها تمت على المسلمين نعمة الله السابغة. رأى أن الجماعة أفضل التنظيمات الإسلامية المعاصرة العاملة على ساحة الدعوة لأنها تؤمن أن التنظيم وسيلة وليس غاية وأن الحب في الله بين الأفراد أقوى من الروابط التنظيمية، حيث وصفها في كتابه "تجربتي مع الإخوان من الدعوة إلى التنظيم السري"، أنها جماعة ومجتمع وملاذ آمن وليست معسكرا من ضباط وعساكر أو بارونات يأمرون وعبيد يسمعون ويطيعون. ومن الناحية السياسية، وجدها أفضل الأحزاب السياسية التي تحاول الوصول إلى الحكم وذلك لإيمانها أن القيادة الناصحة سباقة بالعمل وقدوة في الميدان، وأن أمير القوم خادمهم والمال العام له حرمة لا تمس، ومن هنا ولأسباب أخرى كان اختياره لها لتكون الفريق الذي عمل معه طيلة 40 عاما من عمره. ومنذ اليوم الذي انضم فيه للإخوان، كان مستغرقا في أداء ما يكلف به من الأعمال ولم ينظر قط إلى داخل الإخوان المسلمين، كل جهده كان توجيه العمل الإصلاحي ناحية المجتمع. فصله من الجماعة تم القبض عليه عام 1981 في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات ضمن قوائم المعتقلين من الجماعة الإسلامية، ثم أثبتت التحقيقات براءته، واعتقل بعدها بسبب نشاطه الدعوي وأفرج عنه. مثلت فترة السجن التي قضاها بين عامي 1995و1998، مجالا خصبا لإعادة التفكير والتخطيط لتطوير الجماعة وأنشطتها وذلك خلال محاوراته مع أتباعه في السجن، والذين كان من بينهم مهدي عاكف ومحمود عزت وخيرت الشاطر وعبد المنعم أبو الفتوح وحسن جوبة رحمه الله، بالإضافة إلى 24 من رؤساء مكاتب الإخوان في المحافظات، بما يعتبر "هيئة إدارية عليا في السجن" على حد تعبيره. الجاسوس وبداية الصدام كان بداية الصدام عندما استغرق في محاوراته مع القيادات الإخوانية واكتشف عدم اتفاقهم على شيء واحد، في الوقت الذي كان فيه عضوا في مكتب الإرشاد ضمن المسجونين دوره أن يكتب تقارير سرية ويرسلها للمرشد العام عن نشاط الجماعة داخل السجن وأحاديثهم وردود أفعالهم. نقل هذا "الجاسوس" أن المليجي ينتقد الجماعة ولا يتفق مع قاداتها، ولذلك كان استقباله فاترا بعد خروجه من السجن من قبل قيادات الجماعة، ثم ضيقوا عليه حتى تم سحب جميع اختصاصاته في الجماعة وانتهت صلته بها رسميا على هذا النحو. تم فصل الدكتور عبدالستار المليجي من عضوية مجلس شورى الجماعة، وذلك في أول رد فعل من مكتب الإرشاد بعد حوارات المليجي مع صحيفة خاصة هاجم فيها قيادات الجماعة، وعلى رأسهم الدكتور محمود عزت، والذي وصفه بأنه زعيم التنظيم الخاص داخل الجماعة. تبرؤ الجماعة منه وعقب ذلك، قال الشيخ جمعة أمين، عضو مكتب الإرشاد وقتها "إن المليجي لم يعد عضواً في مجلس شوري الجماعة"، مشيراً إلي أنه أحيل للتحقيق أكثر من ثلاث مرات آخرها " كنت رئيساً للجنة التحقيق، وكتب اعتذاراً بخط يده وأخذ يبكي بكاء شديداً علي ما بدر منه وكان حاضراً الجلسة الدكتور محمد مرسي عضو المكتب" على حد قوله. وردا على تصريحات جمعة أمين، أصدر المليجي بيانا بعنوان "بيان للرأي العام حول تصريحات جمعة أمين خريج المعهد المتوسط للخدمة الاجتماعية"، قال فيه "على الأخصائي الاجتماعي جمعة أمين أن يعلن للرأي العام وقواعد الإخوان مقدار راتبه في مكتب الإرشاد وكم عاما مضاها في تلك الوظيفة المجزية والمحاسب هو الله"، مشيراً إلي أن أمين اقتطع الكلام من سياقه، وقال في تصريح له وقتها "لم يحدث أن بكيت في هذه الجلسة، وهو محض افتراء من رجل على فراش المرض". وتساءل المليجي في بيانه "هل ذلك يغير من الحقيقة الواضحة وضوح الشمس بأنكم "سائبو الركب" ومهتزون ومتوترون جداً عندما نطالبكم بالشفافية المالية على الأقل فيما بيننا نحن الإخوان المسلمين، وهو ما يؤكد أن كل تصرفاتكم تقول إن هناك فساداً تحت القبة"، حسب نص البيان. موقفه من حكم مرسي هاجم المليجي حكم الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي كثيرا، وكان يرى أن مرسي شخص غير قيادي وقراراته نابعة من الجماعة، وإن الجماعة لم تكن لترشحه لمنصب الرئاسة لو كان شخصيته قوية لتسيطر عليه، بالإضافة إلى وصفه لمصر في ظل حكم الإخوان أنها كانت تعاني نفس فرعنة نظام مبارك. تيقن القيادي المنشق أن جماعة الإخوان بشكلها الدعوي انتهت، وبقيت الجماعة السياسية التي تسعى للوصول إلى السلطة وتولى مقاليد الحكم. وفي أحد اللقاءات التليفزيونية، أشار إلى أن "الشاطر لايهمه الدين ولا الدنيا ولا السياسة، وكل ما يفكر فيه هو الفلوس فقط حيِث إنه له مطامع دنيوية يحاول الحصول عليها بأيسر السبل، فهو لا يستطيع أن يعتمد على نفسه ليحقق أية نجاحات بشكل منفرد، و قد استولى على محفظة التبرعات الإخوانية، وإدارته تغضب الجميع داخل التنظيم". حذر المليجي الشباب كثيرا من الانضمام إلى الجماعة، لأنها لم تعد دينية دعوية، ودعى شباب الجماعة لعدم الانسياق وراء الأوامر التي تأتيهم من قياداتهم، لأنهم بذلك يكونوا شركاء في"خراب مصر". اقرأ فى هذا الملف * خوارج الإخوان وتحولاتهم الفكرية .. ثروت الخرباوي نموذجاً * سيد سابق «المفتي الأول للجماعة »..أعجب به البنا وجمد عضويته الهضيبي.. وخلّده علمه * عبد الرحمن السندي المؤسس الحقيقي ل«النظام الخاص» * «إبراهيم الزعفراني».. أكثر من 45 عاما داخل الجماعة * «الشرنوبي».. الإعلامي الناقم على الجماعة ** بداية الملف