فشل مجلس النواب اللبناني اليوم الأربعاء، في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للحالي ميشال سليمان في أولى الجلسات المخصصة للانتخابات الرئاسية، اثر فشل أي من المرشحين الرسميين في الحصول على عدد الأصوات اللازم دستوريا للفوز، ما جعل رئيس البرلمان نبيه بري يدعو إلى جلسة ثانية الأسبوع المقبل بعد فقدان نصاب القانوني اللازم لاستكمال العملية الانتخابية في دورة ثانية اليوم. وأعلن بري حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية، بعد انتهاء عملية فرز أصوات الدورة الأولى أن مرشح "14 آذار" الداعمة للثورة السورية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نال 48 صوتاً، مقابل 16 صوتاً للنائب هنري حلو، مرشح الوسط الذي يدعمه النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، في ما بلغ عدد الأوراق البيضاء 52. ونال رئيس الجمهورية السابق ورئيس حزب "الكتائب" امين الجميل، الذي لم يعلن عن ترشيحه رسمياً صوتاً واحداً، بينما تم الغاء 7 أوراق اقتراع. واللافت أن 6 من الأوراق الملغاة حملت أسماء شخصيات سياسية يتهم جعجع باغتيالها خلال الحرب الاهلية التي امتدت من بين العامين 1975 و1990، وأبرزها رئيس الوزراء الراحل رشيد كرامي الذي قتل في العام 1987 بانفجار عبوة ناسفة وضعت في المروحية التي كانت تنقله في رحلة داخلية، وداني شمعون رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" ونجل رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون، الذي اغتيل في العام 1990 في منطقة تسيطر عليها القوات السورية بعد ايام على اقتحام الجيش السوري للمناطق التي كان يسيطر عليها حينها رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون. وحملت الاوراق الملغاة كذلك اسماء ابن شمعون وهو طارق الذي قتل معه وباقي العائلة، بالاضافة الى ابنة طوني فرنجية الذي قتل في هجوم شنته مجموعة من القوات اللبنانية بقيادة جعجع نفسه على دارة فرنجية في بلدة اهدن شمال لبنان في العام 1978. وطوني هو نجل رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية ووالد النائب الحالي سليمان فرنجية. وأدان القضاء اللبناني جعجع في جريمة اغتيال كرامي خلال محاكمته بتفجير كنيسة النجاة في شرق بيروت العام 1994، فدخل السجن الذي لم يخرج منه الا بعد 11 عاماً نتيجة عفو عام اقره أول مجلس نواب منتخب بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005. ورفع بري الجلسة إلى الأربعاء المقبل لاستكمال الدورة الثانية من العملية الانتخابية بعدما غادر معظم نواب فريق "8 آذار" الداعم للنظام السوري قاعة المجلس بعد اقتراع الدورة الأولى ما أفقد الجلسة نصاب الانعقاد القانوني المتمثل بحضور 86 نائباً. وحضر الجلسة 124 نائباً من أصل 128 شاركوا في دورة الاقتراع الأولى، بينما كان ابرز المتغيبين الأربعة رئيس كتلة "المستقبل" ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري الموجود خارج لبنان لدواع أمنية. وأوضح بري أنه يكفي اي مرشح نيل 65 صوتاً للفوز بالرئاسة في الجلسة المقبلة. وينص الدستور اللبناني على أن النصاب القانوني لانعقاد اي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية هو ثلثا عدد النواب أي 86 من اصل 128، بينما يفرض الدستور غالبية الثلثين لفوز اي مرشح رئاسي من دورة الاقتراع الاولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة اي 65 صوتا للفوز في دورات الانتخاب التي تلي. وكان مجلس النواب اللبناني عقد ظهر اليوم الأربعاء جلسة مخصصة، هي الاولى، لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس الحالي ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار/مايو المقبل، بحضور كل القوى السياسية الاساسية. وتنقسم تلك القوى بشكل أساسي بين حلفي "14 آذار" المناصر للثورة السورية، و"8 آذار" الداعم لرئيس النظام السوري بشار الاسد، بالاضافة الى الوسطيين وعلى راسهم النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالاضافة الى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. وتنافس في هذه الجلسة بشكل رسمي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي تبنت "14 آذار" رسمياً ترشيحه للرئاسة، مقابل مرشح جنبلاط النائب هنري حلو، بينما تتجه قوى "8 آذار" للتصويت بورقة بيضاء. ورأى جعجع، الذي تابع جلسة الانتخاب من مقره في بلدة معراب شمال بيروت حيث لم يتوجه لمجلس النواب لاسباب امنية بالاضافة الى انه ليس نائبا في البرلمان، أنه "للمرة الأولى منذ زمن طويل تبدو الانتخابات الرئاسية في لبنان لبنانية وجدية".