اتهمت تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، قوات النظام السوري بقتل طاقم قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله، وذلك على خلفية "نسب القناة للحزب انتصارات المعارك الأخيرة التي خاضها الطرفان ضد قوات المعارضة السورية في منطقة القلمون". وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال عامر القلموني الناطق باسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في القلمون، إن "جيش الأسد قتل وجرح مراسلي قناة المنار بسبب نسبها الانتصار في معلولا وباقي المناطق في القلمون لحزب الله". وبرهن القلموني على كلامه بالقول إن النظام السوري أعلن، أمس الاثنين، أن قواته استعادت السيطرة على بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في منطقة القلمون بريف دمشق جنوبي سوريا، وأنها طردت مقاتلي المعارضة منها، ومن بعدها أعلن عن مقتل وجرح طاقم "المنار" في البلدة نفسها. وأعلنت قناة "المنار" أن ثلاثة من طاقمها قتلوا وأصيب آخرون، أمس الاثنين، خلال تغطيتهم لاستعادة قوات النظام السوري لبلدة معلولا. وذكرت أن مراسلها حمزة الحاج حسن والمصور محمد منتش والتقني حليم علوه قتلوا وأصيب آخرون، لم تحدد عددهم، بعد تعرضهم لنيران "الجماعات المسلحة التكفيرية" على أطراف بلدة معلولا، بعد ظهر الاثنين خلال تغطية "استعادة قوات النظام السوري للبلدة". ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من النظام السوري على اتهام الهيئة المعارضة، بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. كما لم يتبن أي فصيل تابع للمعارضة المسلحة المسؤولية عن قتل الطاقم. ويأتي اتهام التنسيقية المعارضة للنظام السوري بالمسؤولية عن قتل طاقم المنار بعد حديث وسائل إعلام لبنانية وسورية معارضة عن خلاف نشب مؤخراً بين وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري وقناتي "المنار" و"الميادين" اللبنانيتين المواليتين للأخير، على خلفية البث المباشر من بعض المناطق التي دخلها الجيش السوري مدعوماً بعناصر من حزب الله في منطقة القلمون "دون تصريح"، ونسب فضل الانتصارات فيها لمقاتلي الحزب. وأدى الخلاف إلى سحب القناتين بعض طواقمهما العاملة في سوريا، بحسب مصادر في المعارضة السورية. فيما لم يتم التأكد مما ذكرته وسائل الإعلام أو مصادر المعارضة، كما لم تصدر القناتين بياناً رسمياً ينفي تلك الأنباء. ونعى النظام السوري عبر وسائل إعلامه طاقم قناة المنار، وقدمت وزارة إعلامه واتحاد الصحفيين وغيرها من المؤسسات الإعلامية التابعة له التعازي ب"استشهاد" طاقم قناة المنار في معلولا، وذلك في بيانات وتصريحات باسمها نقلتها وكالة "سانا". وأعلن النظام السوري، أمس الإثنين، عن استعادة سيطرة قواته على بلدة "معلولا". ونقلت"سانا"، عن مصدر عسكري قوله: "إن وحدات من الجيش أعادت "الأمن والاستقرار" إلى معلولا وتقوم بملاحقة الإرهابيين في محيط البلدة وقضت على أعداد منهم وتقوم بتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعوها"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة". وتبادل قوات النظام والمعارضة إعلان السيطرة على معلولا، وهي أبرز البلدات المسيحية في سوريا وتضم العديد من المواقع الدينية والاثرية، قبل أن يعلن الجيش السوري الحر، مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطرة قوات المعارضة عليها، في الوقت الذي اعترف النظام بذلك. وتمكنت قوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني خلال الأشهر الثلاثة الماضية من استعادة السيطرة على معظم مدن وبلدات منطقة القلمون الاستراتيجية التي كانت تسيطرعليها قوات المعارضة، وأبرزها "قارة" و"النبك" و"يبرود" و"رنكوس".