قال ناشطون وسياسيون في محافظة ديالى شمالي العراق إن معدل التحشيد الطائفي للانتخابات البرلمانية القادمة، ارتفع في ديالى بنسبة تتجاوز 98 % عن الدورات الانتخابية الماضية، بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في بعض المناطق وفشل السياسيين في برامجهم الخدمية، وفقدانهم ثقة الناخبين. ويتنافس 319 مرشحا (232 رجلا و87 امرأة) ضمن 17 ائتلافا في ديالى لخوض الانتخابات البرلمانية في 30 من إبريل/ نيسان القادم. فيما يبلغ عدد الناخبين نحو 900 ألف ناخبا لاختيار 14 نائبا، يمثلون المحافظة في البرلمان القادم. وقال طالب الخزرجي ناشط مدني ورئيس منظمة لمراقبة الانتخابات البرلمانية في ديالى لوكالة "الأناضول" :"إن التحشيد الطائفي للانتخابات القادمة ارتفع بنسبة 98 إلى 100 % مقارنة بالدورات الانتخابية الماضية، الذي اعتمدت فيه الكتل السياسية على التحشيد الطائفي بنسبة 70 %". وعزا الخزرجي في حديثه للأناضول ارتفاع التحشيد والحملات الطائفية خلال الدعاية الانتخابية إلى تردي أوضاع ديالى الأمنية، مما أثر سلبا على ثقافة وحرية الناخب وزاد من الاحتقان والطائفية، مشيرا إلى أن شعار السني لا ينتخب شيعي، وبالعكس أصبح شعار اغلب الكتل السياسية لكسب ثقة الناخبين. وأضاف أن "فشل الكتل السياسية في برامجها السياسية والخدمية وإخلالها بالوعود الانتخابية، دفعها إلى اللجوء بقوة إلى التحشيد الطائفي الذي تعتمده كغذاء روحي لبقائها في السلطة". وانتقد الخزرجي الأحزاب السياسية السنية والشيعية لفشلها في الاستفادة من التجارب الانتخابية السابقة، وعدم منح الكفاءات والوجوه الجديدة فرصة المنافسة في الانتخابات. وأقر زياد الدلوي القيادي الكردي ومرشح ائتلاف "كفى" الانتخابي في ديالى بوجود التحشيد الطائفي الذي تعتبره معظم القوى السياسية تجارة رابحة بعد فشلها في ملفي الأعمار والخدمات، بحد قوله. وأضاف في حديثه للأناضول أن "السلاح الوحيد للقوى السياسية الكبرى هو الطائفية وتمويل دعايتها الانتخابية من المال العام، بسبب عدم توازن وتكافؤ الدعايات الانتخابية بين القوى المتنفذة والمرشحين "النزيهين" الساعين للتغيير الذي يطمح له المواطن بشكل عام. ووصف الدلوي القوى السياسية السنية والشيعية التي تعتمد التحشيد الطائفي ب"المفلسة جماهيريا" مشيرا الى ان القوى الكردية في ديالى والمحافظات تعتمد التحشيد القومي رغم وجود مرشحين عرب ضمن القوائم الانتخابية الكردية. ونفى علي الحجية ناشط سياسي ومرشح قائمة دولة القانون في ديالى "ائتلاف حكومة نوري المالكي" استغلال كتلته أو قائمته التحشيد الطائفي لكسب اصوات الناخبين. وقال "للأناضول" إن "هناك عبارات وجمل قصيرة في الدعايات الانتخابية تلمح بشكل مبطن للطائفية، وهو سلاح رائج للمرشحين العاجزين عن تسويق برامجهم الانتخابية بشكل تكنوقراطي ومهني يكسب ود الطبقات الواعية والمثقفة في المجتمع العراقي". وكشف عمر الحميري محافظ ديالى السابق وأحد مرشحي قائمة "ديالى هويتنا السنية" المنتمي للفرع المحلي لائتلاف متحدون للإصلاح بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي عن انطلاق ما اسماها حملة "طائفية" شعواء لتدمير لافتاته الدعائية في ديالى، معتبرا أن ما يحدث جريمة منظمة في زي امني.