"من قلبه وروحه مصري ..والنيل جواه بيسري...تاريخ أرضه وبلاده ببجري جوا دمه"..كانت هذه الكلمات همزة الوصل بين شخصيتين أسوانيتين هما الأشهر والأقرب إلى قلوب المصريين جميعا، إنه الطفل الكرتوني "بكار" والمطرب المحبوب محمد منير. كل من شاهد مسلسل بكار أو يسمع أغنية للكينج منير –كما يطلق عليه- يعيش في جو من الأصالة والجمال الذي تتميز به محافظة أسوان وأهلها المعهود عنهم بالكرم ونقاء القلب وخفة الظل، حتى أصبحا . من تتر المسلسل الكرتوني بكار والذي أذيع على شاشات القنوات العربية ليلتف حوله كل أفراد الأسرة في شهر رمضان الكريم. الطفل بكار من اشهر الشخصيات الكرتونية للأطفال بكار ورشيدة ولدت فكرة مسلسل "بكار" من رحم طبيعة الأرض النوبية الخصبة، وجسد حكايات طفل مصري عاش في أرضها يحب الرسم ويعشق الطبيعة، ودائما ما يفوز بالمركز الأول في مسابقات الرسم الذي يساعده فيه أصدقاؤه من الطيور. تعكس شخصيته كرم أهل النوبة وطيبتهم وشهامتهم فهو يحمل على عاتقه مسئولية تعريف العالم بجمال المجتمع النوبي، وتنقل مغامراته اليومية رسالة أخلاقية للأطفال والانتماء وحب مصر. من يعرف بكار سيعرف حتما نعجته رشيدة، رفيقته في مغامراته الممتعة، والتي تتبعه أينما سار وأحيانا تتسبب له في المشاكل، بالإضافة لصديقه "حسونة المشاغب" الذي كثيرا ما يتسبب بشقاوته في العديد من المشاكل التي ينقذه منها بكار. "منى أبو النصر" صاحبة فكرة المسلسل ومخرجته، اشتهرت بتخصصها في إخراج العديد من مسلسلات الأطفال، فهي حاصلة على الدكتوراه في الرسوم المتحركة من جامعة كاليفورنيا، وكان أول مسلسل تعرضه للأطفال "كاني وماني" والذي جمعت فيه بين الأطفال والرسوم الكارتونية، إلى أن ذاع صيتها عند عرض بكار. شارك معها في خروج مسلسل بكار للضوء فريق من 75 رسام كاريكاتير وسبع مخرجين للرسوم الكارتونية، وقد عرض لأول مرة في رمضان 1998، حتى ارتبط بكار بهذا الشهر الكريم على مائدة الإفطار وتوقف العرض عام 2003 عندما توفيت منى أبو النصر، وعاد بعد فترة تحت توقيع المخرج شريف جمال، نجل المخرجة الراحلة، غير أن المسلسل توقف نهائيا عام 2007م. وتميز الطفل محمد محمود في أداء صوت بكار الرائع، الذي تميز بشعره الأسود المجعد وبشرته السمراء شبيها له لدرجة إن أصحابه في المدرسة ينادونه ب"بكار" وكان عليه دائما الالتزام بالخلق الكريم وعدم افتعال المشاكل؛ لأن الناس يعتقدون أنه "بكار" الولد المستقيم الذي ينصح أصدقائه ويحل مشاكلهم. من أبرز ما يميز المسلسل هو أغنية التتر للكينج محمد منير والذي يعكس بصوته وملامحه دفئ وأصالة النوبة، كما كانت حنان ترك تقوم بتلخيص الحلقات قبل كل حلقة من المسلسل. الكينج ابن النوبة الكينج، أو محمد منير، من مواليد قرية منشية النوبة بأسوان، قضى فترة صباه فيها ثم هاجر مع أسرته إلى العاصمة بعد أن غرقت قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي في بداية السبعينيات، ومارس الغناء كهاوِ حيث اعتاد أن يغني لأصدقائه في الجيش. اشتهر منير بالطابع النوبي في غنائه والذي لاقى إعجابا ونجاحا باهرا في استقطاب شريحة كبيرة من الجمهور المصري والعربي، كما عرف بأدائه التلقائي ولهجته الهجين بين القاهرية والأسوانية، وأطلق عليه محبوه في مصر "الملك" تيمنا باسم ألبومه السياسي الشهير. استطاع منير أن يحطم في التسعينيات صورته كمغن للمثقفين، وصار من المألوف أن تسمعه في الشارع وأطلق عليه"صوت مصر" و "ابن النيل "و"حدوتة مصرية" و"مطرب الثورة" و"بوب مارلى الشرق"، وقد فاز منير بجائزة أفضل مطرب في مسابقة MEMAيوليو 2008. وبذلك أصبح منير وبكار شخصيات تعكس أصالة وعراقة ودفء الأرض النوبية، وتستحوذ على حب الشعب المصري والعربي بجميع أعماره وفئاته. اقرأ فى هذا الملف * السيرة الهلالية.. أسرار وحكايات * "الطابونة " الأسوانية فرن الغلابة * حكاية "جرجار" النوبة * "محيط" تنطق بالنوبى وتتعرف على أسرار أرض الدهب ** بداية الملف